نعيم قاسم: جاهزون للالتحام البري مع العدو

قضايا عربية ودولية 2024/10/01
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 

 طهران: محمد صالح صدقيان

 القدس المحتلة: وكالات


في أول إطلالة له بعد اغتيال أمين عام حزب الله السيد الشهيد حسن نصر الله، أكد الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام للحزب اننا "سنختار أميناً عاماً للحزب في أقرب فرصة وبحسب الآلية المعتمدة في الحزب"، ووقت واصل فيه الكيان الصهيوني عدوانه على لبنان،كشف مصدر رفيع المستوی في إيران لـ"الصباح" عن "أن طهران علی تنسيق كامل مع قيادة حزب الله والحكومة اللبنانية من أجل دعم صمود المقاومة".

وجاءت إطلالة الشيخ نعيم قاسم في ظرف دقيق يمر به الحزب بعد عدوان همجي طال الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية والبقاع ومناطق أخرى، وأدى إلى ارتقاء العديد من الشهداء ووقوع الجرحى وكانت عملية اغتيال أمين عام الحزب نصر الله في حارة حريك لتشكل الجريمة الأقسى التي ارتكبها طيران العدو غير أن الحزب واصل بعدها عملياته النوعية حتى وصلت صواريخه إلى مسافة أكثر من 150 كيلو متر في العمق الصّهيوني، الشيخ قاسم أكد في خطابه إننا "فقدنا نصرالله هذا الإنسان العظيم الذي لم يغادر الميدان وعاش الولاية في عقله وروحه ودمه وأولويته المطلقة فلسطين والقدس".

مضيفاً وموجهاً خطابه لمقاتلي حزب الله: "أيها المجاهدون أنتم المنتظرون اعلموا أن نصرالله بيننا دائماً وأبداً"، كاشفاً أنه "خلافاً لما ذكره العدو الصهيوني لم يكن هناك اجتماع لعشرين من القادة مع نصرالله"، مشيراً إلى أنه "فقدنا قائدنا الأمين العام نصر الله بالإضافة للشهيدين علي كركي وعباس نيلفروشان من الحرس الثوري". وأضاف الشيخ قاسم: "عملياتنا مستمرة بالوتيرة نفسها وزيادة وضربنا معاليه أدوميم وحيفا ونواصل المقاومة"، متابعاً: "المعركة قد تكون طويلة والخيارات مفتوحة أمامنا، سنواجه أي احتمال وإذا قرر العدو التدخل البري، فإن قوات المقاومة جاهزة للالتحام البرّي، وبالتوكل على الله واثقون أن العدو لن يحقق أهدافه وسنخرج منتصرين".

وبشأن عمل قيادة الحزب بعد استشهاد نصر الله والقادة الآخرين، ذكر قاسم: "يتابع الأخوة عملهم وفق الهيكلية المنظمة ويعملون وفق الخطط البديلة للأفراد والقادة"، مشدداً على أنه "ما نقوم به هو الحد الأدنى بما يتطلبه الميدان"، وأشار نائب الأمين العام لحزب الله، إلى أننا "سنختار أميناً عاماً للحزب في أقرب فرصة وبحسب الآلية المعتمدة في الحزب".

إلى ذلك، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، "أننا على استعداد لتنفيذ قرار 1701 وإرسال الجيش اللبناني إلى جنوب نهر الليطاني". وكشف ميقاتي بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة أمس الاثنين، أن "بري أكد أنه فور وقف إطلاق النار سيدعو إلى انتخاب رئيس توافقي للجمهورية"، مشيراً إلى أنه "أكدنا على موقفنا بتطبيق النداء الذي صدر عن الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية والعربية والقاضي بوقف إطلاق النار وبداية البحث بتطبيق القرار 1701 ونحن نقبل بكل ما ورد بالبيان وهذا موقف لبنان الرسمي".

وفي السياق ذاته، قال مصدر رفيع المستوی في إيران لـ"الصباح" إن "طهران علی تنسيق كامل مع قيادة حزب الله والحكومة اللبنانية من أجل دعم صمود المقاومة والشعب اللبناني، مشيراً إلی أن المقاومة اللبنانية تعمل من أجل مقاومة الاعتداءات الصهيونية علی الرغم من الخسارة التي قدمتها باغتيال قادتها وتحديداً أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله" . وقال المصدر، إن "إيران تقف إلی جانب الحكومة والمقاومة والشعب في لبنان في مواجهتها للعدوان الصهيوني، مشيراً إلی درجة الصمود العالية التي يتمتع بها الشعب اللبناني لمواجهة العدوان الصهيوني، وأن العدو الصهيوني يجب عليه انتظار الضربات الموجعة من المقاومة اللبنانية".

من جهته دان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أعمال العدوان والقتل التي يمارسها الكيان المحتل بحق شعوب المنطقة معتبراً أن الولايات المتحدة شريك في كافة أعمال العدوان التي تتعرض لها المنطقة "في ظل صمت المجتمع الدولي ومؤسساته.

ورأی بزشكيان في تصريحات نشرت أمس في طهران أن الكيان الصهيوني يسعى إلى توسيع رقعة الحرب في الشرق الأوسط واستخدام أساليب إرهابية ومدمِّرة من أجل بقائه لأنه فشل في تحقيق أهدافه والقضاء على حماس وكل مافعله هو قتل الأطفال والنساء والأبرياء وتدمير المدراس والمستشفيات والبنية التحتية في غزة لافتاً إلی مسؤولية إيران كدولة إسلامية في الوقوف إلی جانب الشعوب التي تتعرض للعدوان الصهيوني 

بدوره، رأی المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية "ناصر كنعاني" أن إيران لا تطلق شعارات فقط وإنما تتحرك بالوقت المناسب وأظهرت أنها تواجه المعتدين بحزم وأن الكيان الصهيوني ومن يريد زعزعة الأمن القومي الإيراني سيتلقى الرد ولن تبقى مغامراته وأفعاله دون رد.

وخلال إيجازه الصحافي الذي عقده أمس الاثنين، قال كنعاني: إن خسارة السيد حسن نصر الله كبيرة لكن نهجه ومدرسته واخوانه ستبقی مناراً لمقاومة العدوان الصهيوني، لافتاً إلی أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قامت وعلى الفور بوضع الإجراءات الدولية والقانونية على جدول أعمالها تزامناً مع حضور وزير خارجيتها في نيويورك لإعلان مواقف إيران مباشرة بعد العمل الإجرامي الذي قام به الكيان الصهيوني باستهداف ضاحية بيروت الجنوبية واستخدام القنابل التي قدمتها الولايات المتحدة لهذا الكيان بهدف اغتيال السيد حسن نصر الله.


كما، أكد قائد الجيش الإيراني، اللواء عبد الرحيم موسوي، أن "دماء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ستكون أكثر عصفاً بالكيان الصهيوني من نصر الله نفسه"، ورداً على سؤال حول رد طهران المنتظر على جريمة نصر الله أجاب: "انتظروا".

في غضون ذلك، أعلن الإعلام الحربي في حزب الله، أنه "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعاً عن لبنان وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجية الصهيونية للمدن والقرى والمدنيين قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية قاعدة الناعورة بصلية من صواريخ فادي 2".

كما أعلن الحزب، في بيان آخر، أن "مجاهدو المقاومة ‏الإسلامية استهدفوا فجر الاثنين قوة مشاة صهيونية في موقع الصدح بقذائف المدفعية وحققوا فيها إصابات مباشرة". 

في الأثناء، يتصاعد العدوان الصهيوني على لبنان حيث وقع عدد من الشهداء، جرّاء قصف الطيران الحربي المعادي، ثلاث مرّات على مبنى في ساحة بنعفول في قضاء صيدا، بينما أعلن الدفاع المدني في شرق لبنان، "استشهاد 6 مسعفين في غارات صهيونية على مركز إسعاف في بلدة سحمر بالبقاع الغربي"، بينما أفادت الوكالة الرسمية بـ "سقوط شهداء من طواقم المسعفين في الهيئة الصحية الإسلامية، بعد استهداف مركز الهيئة في سحمر في البقاع الغربي فجر أمس الاثنين".

وشنَّ الطيران الحربي الصهيوني غارة على منزل في بلدة بدياس، وحاروف، والخيام - حارة جبلي، في حين أفادت معلومات صحافية بأن "غارة صهيونية استهدفت معبر جديدة يابوس السوري الحدودي مع لبنان"، في الأثناء أعلنت الجبهة الداخلية الصهيونية، أن "صفارات الإنذار تدوي في شلومي ورأس الناقورة بشمال الأرض المحتلة".

وفي موازاة ذلك، أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيان أنه "بمزيد من الفخر والاعتزاز تزفُّ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين شهداءها القادة الأبطال:  الرفيق الشهيد القائد البطل محمد عبد العال (أبو غازي) عضو المكتب السياسي للجبهة ومسؤول الدائرة العسكرية الأمنية. الرفيق الشهيد القائد البطل عماد عودة (أبو زياد) عضو الدائرة العسكرية للجبهة وقائدها العسكري في لبنان. الرفيق الشهيد البطل عبد الرحمن عبد العال".

وأوضحت الجبهة في بيانها، أن "القادة الثلاثة ارتقوا شهداء على طريق تحرير فلسطين فجر أمس الإثنين إثر عملية اغتيال غادرة نفذتها طائرات الاحتلال الصهيوني في منطقة الكولا في العاصمة اللبنانية بيروت".

وفي جبهة فلسطين، استشهد 16 فلسطينياً وأصيب آخرون مساء الأحد وفجر أمس الاثنين، جرَّاء غارات صهيونية متفرقة على قطاع غزة.

وأفاد مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى باستشهاد أم وزوجها وطفليها ووقوع عدد من الإصابات، جرَّاء قصف المقاتلات الصهيونية منزلاً لعائلة العديني بمنطقة البركة بمدينة دير البلح وسط القطاع. كما استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف نفذته مسيّرة صهيونية على مركبة مدنية بشمال غربي مدينة خان يونس، وفق مسعفين فلسطينيين. واستشهد فلسطيني وأصيب آخرون بقصف صهيوني استهدف منطقة المواصي التي تؤوي نازحين في غرب مدينة رفح، وفق مصادر طبية. وقال مصدر محلي إن مواطنين تمكنوا من انتشال 3 شهداء وجرحى جرَّاء استهداف مجموعة من المواطنين في محيط متنزه بلدية غزة وسط المدينة، الليلة الماضية.

وكثَّف الجيش الصهيوني قصفه المدفعي العنيف على أحياء تل الهوى والصبرة والزيتون جنوبي مدينة غزة، بينما أطلقت آلياته نيران رشاشاتها بكثافة في محيط الكلية الجامعية وشارع 8 جنوباً.