كتب رئيس التحرير:
عيون العراقيين مشدودة هذه الأيّام إلى لبنان.
لبنان حاضرٌ بقوّة ليس فقط في مواقف وأحاديث الساسة العراقيين على أعلى المستويات ابتداءً من الرئاسات نزولاً إلى الجسد السياسيّ العراقيّ برمَّته، لكنْ في حديث المواطنين وترقبهم ودعائهم وانشدادهم إلى وسائل الإعلام لمتابعة أنباء بلدٍ عربيّ تحاصره الآن آلة قتلٍ عنصريَّة مدعومة من قوى عالميَّة فقدتْ إنسانيتها منذ استهانتْ بدم الإنسان.
على الصعيد الشعبيّ، قوافل المساعدات العراقيَّة تترى. والمواطنون من كلِّ فئات الشعب يتسابقون لإغاثة أشقائهم. وفي الجنبة الرسميَّة حمل اتصال رئيس الوزراء محمّد شياع السودانيّ برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي دلالات عميقة على الاهتمام العراقيّ بالمحنة التي تلفّ المنطقة ولبنان على وجه التحديد، فقد ركّز على مساندة العراق للبنان على كلِّ الصعد الإنسانيَّة والخدميَّة وبحث مشاركة العراق في الجهود العربيَّة والدوليَّة التي تُبذل لوقف المجازر الصهيونيَّة.
موقف الحكومة العراقيَّة لم يقف عند تداعيات حدث اليوم بل تعدّاه للتفكير في العمل لليوم التالي الذي سيعقب هذه المحنة حين أعلن الناطق باسم الحكومة إحسان العوّادي أنَّ العراق سيكون له دور كبير في إعمار لبنان بعد انجلاء الغمامة السوداء للعدوان.
مجالس العزاء الرسميَّة والشعبيَّة التي أقيمت في مختلف محافظات العراق تُشعر المتابع بأنَّ المصاب الذي ألمَّ بلبنان هو مصاب العراق، ولا سيّما بعد فاجعة استشهاد السيّد حسن نصر الله ورفاقه.
عيون العراقيين جميعاً تترّقب. أيديهم ممدودة بالعطاء وقلوبهم ملأى بالحزن والدعاء.