في ضيافة الرحمن
زيد الحلي
عجيب أمر الموت.. وأعجب ما فيه تزايد الأسئلة بشأنه، فالتأمل الفلسفيّ للموت لم يغب عن فلاسفة الإسلام، لكن القول المأثور والشائع : " أكثروا
ذكر هادم اللذات" الذي يعني فيه الموت، أعطى بعدا شموليا كبيرا، لعل أهم شيء بهذا
البعد، هو أنه اعتبر الإيمان بالموت من
أسس العقيدة الإسلاميَّة، وربنا الجليل جعل
الحياة الدنيويّة اختبارا وأرضا تحضيرية
للحياة الآخرة، فهنيئا للشهيد المجاهد حسن نصر الله، الذي أخذه الموت بطلاً شديد البأس، قبل خمسة أيام بعز وشموخ وكبرياء على يد مجرمي الكيان الصهيوني، ليعلم الأحياء معنى الكرامة، فهو نجمة الليل التي ترشد السائرين على
نهجه إلى طريق الحرية والبطولة من أجل احقاق الحق.
لا أريد لسطوري، أن ترثي الرمز، الشهيد حسن نصر الله، فهو ليس من الرجال العابرين في حياتنا، أو محض قائد لمسيرة تحرير، انما مشاعرنا التي تستعر ألما لفقدان نموذج في العطاء النضالي، يمثل شعلة ضوء في حياتنا التي اكتست بلون السواد في الخنوع والذل، جعلت القلم يأخذ مداه في كتابة هذه الكلمات؛ بحق الإنسان الكبير الذي جاهد ليل نهار لخدمة القضايا التي تآمر عليها القريب والبعيد، في زمن الهوان والانكسارات، وأخيراً نال أُمنيتهُ في الاستشهاد.
سيد الكبرياء في الزمن المأثور بالصمت ، أيها الصاعد إلى عالم الاعتناق .. نم مسروراً ، قَرير العَين ، في حضن رب كريم .