حزب الله يتصدى للمحاولات الصهيونية باجتياح جنوب لبنان

قضايا عربية ودولية 2024/10/02
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط
 طهران: محمد صالح صدقيان

تتلاحق الأحداث الساخنة في جنوب لبنان على وقع التصعيد الخطير من قبل الجيش الصهيوني الذي حاول التوغل البري في الجنوب عبر المنطقة الكائنة بين عيتا الشعب وراميا لكنه جوبه بموجة نار عنيفة من قبل مجاهدي حزب الله الذين كانوا له بالمرصاد، بينما أعلن الاحتلال أن "ملايين الصهاينة فروا إلى الملاجئ، بعد أن أطلق حزب الله الصواريخ من لبنان".
وقد عمد جيش الاحتلال إلى ضخ المزيد من المعلومات التي تندرج ضمن سياقات الحرب النفسية بالتزامن مع تكثيف غاراته على الضاحية الجنوبية والمناطق الأخرى المحسوبة على بيئة حزب الله، في الوقت اصطدمت محاولاته بالتوغل البري بمقاومة كبيرة الأمر الذي أجهض خططه التي أعلن عنها في إطار ما يسميه جهود إعادة سكان الشمال لمساكنهم، وفي هذا السياق أكد مسؤول العلاقات الإعلامية بحزب الله محمد عفيف في تصريح له أمس الثلاثاء: كل الادعاءات بأن الجيش الصهيوني دخل لبنان كاذبة ولم يحدث أي اشتباك برّي مباشر بعد بينه وبين مجاهدي المقاومة الذين يقفون له بالمرصاد. بدوره، طالب الجيش الصهيوني، في بيان عاجل، سكان أكثر عدد من القرى في جنوب لبنان بإخلاء منازلهم والتوجه فوراً إلى شمال نهر الأولي، وأشار إلى أن القرى هي: "يارون، عين ابل، مارون الراس، طيري، حداثا عيتا الجبل، جميجيمة، تولين، دير عامس، برج قلويه، البياضة، زبقين جبال البطم، صربين، الشعيتية، كنيسة، الحنية، معركة، غندورية، دير قنون - مالكية الساحل، برج الشمالي، ابل السقي، صريفا، دير قنون النهر، العباسية، الراشيدية، بنت جبيل وعيترون".

صواريخ حزب الله
وأعلن الجيش الصهيوني في تصريح آخر، أنّ "ملايين الصهاينة يتواجدون في الملاجئ، بينما يطلق حزب الله الصّواريخ من لبنان"، جاء ذلك بعد أن وجه حزب الله رشقة من صواريخ خيبر إلى عمق الكيان الغاصب في تل أبيب حيث أعلن الإعلام الحربي في حزب الله، أنه "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعاً عن لبنان ‌‏وشعبه، وفي إطار سلسلة عمليات (خيبر) ورداً على استهداف المدنيين والمجازر التي يرتكبها ‏العدو، وبنداء لبيك يا نصر الله، أطلقت المقاومة الإسلامية صليات صاروخية من نوع فادي 4 ‏على قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 ومقر الموساد التي تقع في ‏ضواحي تل أبيب".‏ كما أعلن حزب الله استهداف "تحركات لجنود العدو الصهيوني في البساتين المقابلة لبلدتي‏ العديسة وكفركلا بالأسلحة ‏المناسبة وتحقيق إصابات مؤكدة"، و"استهداف قوة لجنود العدو الصهيوني عند بوابة مستعمرة شتولا بالقذائف المدفعية". وأعلنت المقاومة الإسلامية في بيان أنه" دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعاً عن لبنان ‏وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجية الصهيونية للمدن والقرى والمدنيين استهدف مجاهدو المقاومة ‏الإسلامية تجمعاً لجنود العدو قرب مستعمرة روش بينا بصلية صاروخية".

العملية البرية
وكان الجيش الصهيوني، قد أعلن فجر أمس الثلاثاء، أن "قواته بدأت عملية عسكرية برية مركزة جنوبي لبنان منذ ساعات"، في حين كانت قد أفادت قناة "المنار" بأنه لم يسجل أي خرق ميداني للحدود في جنوب لبنان من قبل الجيش المحتل، وتوازياً مع ذلك، نقل موقع "بوليتيكو" عن مسؤول أميركي، قوله إن "مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان توقفت". وأشار المسؤول الأميركي إلى أن "واشنطن قد ترغب في حل دبلوماسي".

حراك دبلوماسي
وسياسياً، حيث تكثِّف الحكومة اللبنانية حراكها الدبلوماسي من أجل مواجهة العدوان الصّهيوني، طالب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي خلال اجتماع مع منظمات الأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة في بيروت، العالم بالتدخل للوقوف إلى جانب لبنان بقوله: "نجتمع اليوم في الوقت الذي يواجه فيه لبنان واحدة من أخطر المحطات في تاريخه حيث نزح حوالى مليون شخص من شعبنا بسبب الحرب"، مضيفاً "أناشدكم جميعاً الاستمرار في الوقوف إلى جانب لبنان ومساعدتنا في حماية أبناء شعبنا بكرامة حتى يتمكنوا من العودة بأمان إلى منازلهم وبلداتهم". وكان لمديرية التوجيه في قيادة الجيش توضيح عما أُشيع بأن الجيش اللبناني انسحب من أماكنه في جنوب لبنان، بقولها: "مع استمرار العدو الصهيوني في اعتداءاته الهمجية المتزايدة على مختلف المناطق اللبنانية، تناولت بعض وسائل الإعلام معلومات غير دقيقة حول انسحاب الجيش من مراكزه الحدودية الجنوبية لعدة كيلومترات في ظل تحضيرات العدو لتنفيذ عملية برية داخل الأراضي اللبنانية". وأوضحت المديرية، أن "الوحدات العسكرية المنتشرة في الجنوب تنفذ إعادة تموضع لبعض نقاط المراقبة الأمامية ضمن قطاعات المسؤولية المحددة لها. كما تُواصل القيادة التعاون والتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة
في لبنان".
مجزرة جنوبية
في الاثناء، ارتكب الجيش الصهيوني مجزرة في بلدة الداودية الجنوبية، بعد غاراته على منزل آمن فيها مما أدى لاستشهد 10 أشخاص من عائلة واحدة وجرح 5 آخرين، كما أفادت المعلومات من جنوب لبنان، بـ"استشهاد شخصين نتيجة غارة شنّها الطّيران الحربي الصهيوني على بلدة يحمر الشقيف، ما أدّى أيضاً إلى تدمير عدد من المنازل فضلاً عن استشهاد كاهن رعيّة القديس جاورجيوس للرّوم الأرثوذكس في بلدة إبل السقي الأب غريغوريوس سلوم، الّذي كان قد أُصيب جرّاء الغارة الصهيونية الّتي استهدفت البلدة أمس الأول الاثنين". وعلى خط ذي صلة، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الفرنسية بأن سفينة تابعة للبحرية الفرنسية أبحرت الاثنين من جنوب شرق فرنسا للتمركز قبالة الساحل اللبناني "احترازياً" في حال اضطرارها لإجلاء رعاياها. وأوضح المصدر أنّ حاملة المروحيات البرمائية "PHA"  الفرنسية التي ستستغرق "5 إلى 6 أيام" للوصول إلى المنطقة في شرق البحر الأبيض المتوسط من ميناء تولون، مجهّزة بمروحيات و"مجموعة قتالية" ستتم تعبئتها في حال اضطرارها لإجلاء المواطنين الفرنسيين.  من جانبها، أعلنت "اليونيفيل"، أنّ "الجيش الصهيوني أبلغ قوّات اليونيفيل الاثنين، عن نيّته القيام بعمليّات توغّل برّيّة محدودة داخل لبنان"، مشيرةً إلى أنّ "رغم هذا التطوّر الخطير، فإنّ حفظة السّلام لا يزالون في مواقعهم". وركّزت في بيان، على "أنّنا نعمل بانتظام على تعديل وضعنا وأنشطتنا، ولدينا خطط طوارئ جاهزة للتّفعيل إذا لزم الأمر"، مشدّدةً على أنّ "سلامة وأمن قوّات حفظ السّلام أمر بالغ الأهمية، ونذكّر جميع الجهات بالتزاماتها إزاء احترام ذلك". ولفتت إلى أنّ "أيّ عبور إلى لبنان يشكّل انتهاكاً للسّيادة اللّبنانيّة وسلامة أراضي لبنان، وانتهاكاً للقرار 1701"، وحثّت "اليونيفيل" جميع الجهات، على "التّراجع عن مثل هذه الأعمال التّصعيديّة، الّتي لن تؤدّي إلّا إلى المزيد من العنف وإراقة المزيد من الدّماء".

مواقف دولية
وفي الممواقف الدولية، عين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، السفير محمد رضا رؤوف شيباني، ممثلاً خاصاً له في منطقة غرب آسيا لمتابعة التطورات والأحداث حيث سيسافر شيباني إلی بيروت لمتابعة التطورات ميدانياً مع الحكومة اللبنانية .   وبحث عراقجي خلال لقائه شيباني صباح أمس، آخر تطورات الموقف في لبنان بعد اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله والأعمال غير الإنسانية التي يمارسها الكيان الصهيوني، ضد المدنيين في لبنان، مطالباً المجتمع الدولي التحرك السريع لمواجهة أعمال الكيان التي ترفع مستوی المخاطر وتعرض الأمن والاستقرار في المنطقة للخطر . وطالب عراقجي، بتعزيز الجهود الإقليمية من أجل وضع حد لأعمال التصعيد الصهيونية والمساهمة بتحقيق الأمن والسلام في دول المنطقة .  إلی ذلك رأی أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، أن العدو الصهيوني يعتقد أنه حقق إنجازاً كبيراً باغتياله قادة المقاومة في لبنان لكنه أخطأ في حساباته؛ وأن اغتيال قائد المقاومة السيد حسن نصر الله لن يربك المقاومة ولايؤثر في جهوزية المقاومين علی الرغم من الخسارة الكبيرة التي لحقت بمحور المقاومة .