الدفاع عن النفس!

الأولى 2024/10/02
...

 كتب رئيس التحرير:

منذ طوفان الأقصى كانتْ أكثر جملةٍ ردَّدها ساسة الغرب هي قولهم "نساند حقَّ الكيان في الدفاع عن نفسه"، وكانوا وما زالوا يحرصون على قولها بلغة تبدو حياديَّة للغاية غير منحازة، مع أنَّ كلَّ شيء يحدث على الأرض يكذّب هذه الجملة ويكذّب قائليها، فالمجازر الصهيونيَّة على أشدِّها وجرائم الإبادة الجماعيَّة صارت المادَّة اليوميَّة المعتادة لنشرات أخبار العالم، لكنَّ هؤلاء الساسة يُصرّون على منح الكيان وحده حقَّ الدفاع عن نفسه من دون أنْ يكون للآخرين الحقّ ذاته.
ليلة أمس ردّتْ إيران دفاعاً عن نفسها أيضاً، بعد أنْ قتل الكيانُ سفيراً لها، وبعد أن اغتال ضيفاً كبيراً على أراضيها. فهل سيتّسع صدرُ السياسة الغربيَّة لحدث كهذا وينطق لسانها بالجملة نفسها لوصف ما فعلته إيران؟
بلغ الكيان ذروة عنجهيته وهمجيته قبل أيام حين اغتال السيّد حسن نصر الله، وأعقبه بتصريحات غير مسؤولة تُثبت أنَّ الطاقم السياسيَّ الذي يحكم في تل أبيب عازم على إدخال العالم كلّه في حربٍ شاملة قد تُطيل حكم اللوبي المتشدِّد أياماً إضافية، لكنها ستحرق المنطقة برمّتها وقد تجرّ دولاً كبرى إلى لهيبها. ومع ذلك فإنَّ الفضاء السياسيّ الغربيّ لم يكن يرى هذا التوحّش إلّا "دفاعاً عن النفس". هذه الرؤية الشوهاء المساندة للجريمة هي أبرز أسباب استمرار الكيان على ذات النهج العدوانيّ المقيت.
المنطقة على كفِّ شيطان دمويّ، وهذا الشيطان له اسم واحد هو الكيان ومن يدعمه ويتغاضى عن دمويته.
حمى الله وطننا العراق وجنّب شعوب المنطقة شرَّ ذلك الشيطان.