بغداد/ طهران: الصباح
خلال أقلّ من ساعة فقط، سقطت مئات الصواريخ الباليستيَّة الإيرانيَّة على مواقع الاحتلال الصهيوني في الأراضي المحتلّة، لتُنهي خرافة القبَّة الحديديَّة، التي أصبحت بلا جدوى.
الردُّ الإيراني الذي طال انتظاره، أتى، ونجح بنسبة 90 بالمئة في إصابة أهدافه، ومنها المطار الذي انطلقت منه الطائرات التي استهدفت المباني السكنيَّة في حارة حريك بالضاحية وأدَّت إلى استشهاد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيّد حسن نصر الله.
يأتي هذا في وقت أشار فيه رئيس الوزراء محمّد شياع السوداني إلى "دخول المنطقة في مرحلة صعبة، وبالغة الخطورة، كان العراق قد حذر منها منذ أحداث 7 أكتوبر 2023، في ظلِّ عجز المجتمع الدولي، بكلِّ منظماته ومؤسَّساته الدوليَّة والأمميَّة، وفشله في إبداء أيِّ موقف أو الاتفاق على قرار إدانة، مع استمرار حكومة الاحتلال بارتكاب عمليات إبادة جماعيَّة بهدف توسيع ساحة الصراع".
وأوضح السوداني خلال جلسة مجلس الوزراء أمس والتي شهدت قراءة سورة الفاتحة ترحّماً على روح السيّد حسن نصر الله، وأرواح رفاقه وجميع الشهداء الذين ارتقوا خلال العدوان الصهيوني الآثم على لبنان وغزّة، الجهود السياسيَّة والدبلوماسيَّة التي بذلها وفد العراق في نيويورك، على هامش أعمال الجمعيَّة العامَّة للأمم المتحدة، إذ تمَّ إجراء سلسلة من الحوارات مع رؤساء دول شقيقة وصديقة، مشيراً إلى استمرار الاتصالات مع الأشقاء والأصدقاء لإيجاد موقف إقليمي دولي لإيقاف الحرب على لبنان.
وعلى المستوى الوطني، بيَّن رئيس الوزراء عقد اجتماعات مع مختلف القوى السياسيَّة، وآخرها يوم أمس الأول مع ائتلاف إدارة الدولة، لتعضيد الموقف العراقي الوطني الموحَّد تجاه ما تشهده المنطقة من تطوّرات، وتجديد ثبات موقف العراق المبدئي برفض العدوان.
كما أكّد مواصلة العراق توفير الاحتياجات الإنسانيَّة للأشقاء في لبنان وفلسطين، مشيداً بحملة التبرعات التي نظمتها العتبات الدينيَّة المقدَّسة والوزارات والشخصيات. وفي طهران، أعلن الحرس الثوري ضرب أهداف عسكريَّة مهمَّة في الأراضي المحتلة بالصواريخ. وقال في بيان له: "ردّاً على استشهاد إسماعيل هنيَّة والسيّد حسن نصر الله والشهيد نيلفوروشان، استهدفنا قلب الأراضي المحتلة"، مؤكّداً "إذا ردَّ الكيان الصهيوني على العمليَّة الإيرانيَّة، فإنه سيواجه هجمات أعنف".كما أشار الحرس الثوري إلى أنَّ "العمليَّة ضدَّ الكيان الصهيوني جاءت استناداً لحقوق إيران المشروعة على وفق القوانين الدوليَّة التي تكفل لها حقَّ الردِّ". واستخدم الحرس الثوري للمرَّة الأولى صواريخ "فتاح" الفرط صوتيَّة، كما استهدف قواعد نفاتيم الجويَّة وحتسريم وتل نوف في الأراضي المحتلة، فضلاً عن أجهزة الرادار في الأنظمة الدفاعيَّة التي توجِّه صواريخ آرو 2 وآرو 3. وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: "استناداً إلى الحقوق المشروعة وبهدف إحلال السلام والأمن لإيران والمنطقة تمَّ الردّ الحاسم على عدوان الكيان الصهيوني"، مؤكّداً أنَّ "الهجوم كان دفاعاً عن مصالحنا ومواطنينا". وأقرَّ جيش الاحتلال الصهيوني بأنَّ نحو 200 صاروخ سقطت على مواقع عدَّة أغلبها قواعد ومواقع عسكريَّة تابعة له. أمّا في لبنان، فقد تمكّنت قوات المقاومة من منع أيِّ تقدّم لجيش الاحتلال، بعد تصدّيها لمجموعات حاولت اختراق الحدود. وسط هذه الصورة، قرر مجلس الأمن الدولي عقد جلسة مفتوحة وطارئة اليوم الأربعاء بشأن التطورات في الشرق الأوسط.