بغداد: نوارة محمد
نشط الاتحاد العام للأدباء والكتاب في إقامة مؤتمرات سردية في أكثر من مدينة وهو أمر يحسب له بعد الاجتياحات السردية للمشهد الثقافي وبالتحديد في جنس الرواية الذي شهد نموا كبيرا تعدى المجتمع الروائي إلى الشعراء والنقاد في ظاهرة تعد التحول الأكثر بروزا في العقدين الماضيين.
عدنان الفضلي قال لـ "الصباح" في وصف مؤتمر السرد الخامس : "بعد أن طغت الغزارة غير المعهودة على السرد العراقي عمّا كانت عليه قبل 2003، وبعد أن رأى المختصون أن السرد العراقي يحتاج الى إعادة قراءة من خلال بحوث ودراسات مستفيضة جديدة تناقش متغيراته، صار لزاماً على الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق عقد مؤتمر خاص بالسرد وهو ما حصل خلال الأيام الماضية حيث اجتمع أكثر من مئة وخمسين قاصاً وروائياً وناقداً ليناقشوا مستوى الشكل واللغة والتقنيات السردية الجديدة ومستوى الرؤى والأفكار والموضوعات التي تمثل التحولات الكبيرة التي شهدتها الرواية والقصة، وأهمها الموضوعات التي كانت غائبة أو مُغيَّبة أو مسكوتاً عنها في المنتج السردي العراقي، كما تمت مناقشة الهوية والتعددية الثقافيّة والأقليات والمشكلات الاجتماعية العميقة والجوانب السياسيّة والتاريخ وما إلى ذلك من موضوعات أصبحت محوريّة في بنية ومضمون السرد. هذا المؤتمر نجح تماماً من حيث الحضور والتنظيم، وخرج منه المجتمعون بكثير من الرؤى الجديدة، وأعتقد أن ما نوقش سيستفيد منه السارد العراقي من خلال تطوير الأدوات واللغة والبناء".
ويرى فريق آخر أن مؤتمر السرد الخامس اكتسب أهميته من تبنيه اسم الراحل باسم عبد الحميد حمودي فهو فرصة لمراجعة المشهد السردي والوقوف أمام اهم الانجازات في خارطة السرد، وتشخيص نجاحاته واخفاقاته، وهو أيضا تجسيد للنهوض بالواقع الثقافي العراقي.
وتابع عدنان الفضلي: "يكتسب انعقاد مؤتمر السرد الخامس دورة الكاتب الراحل باسم عبد الحميد حمودي أهمية خاصة لأنّه كان فرصة طيبة لمراجعة المشهد السردي والوقوف أمام أهم الإنجازات في هذا الميدان وتشخيص أبرز الإخفاقات التي واجهت الروائيين والقصاصين وتلمس الطريق السالك نحو المزيد من الإبداع. كما توقف المشاركون أمام الواقع الراهن للرواية العربية وفرص التطوير المتاحة. وقد أثرت مداخلات الكتاب عن تجاربهم الشخصية الحوار الجاد الذي كشف عن امتلاك المبدعين العرب بشكل عام والعراقيين منهم بشكل خاص لناصية الكتابة السرديّة وشروط نجاحها فنيّاً فضلاً عن قدرتها على التعبير عن هموم الإنسان والمجتمع وجرأتها في كسر التابوهات المفروضة على الكتابة وحرية التعبير وحملها بوعي وشجاعة راية التنوير العراقي والعربي.
من جهته قال الناقد والروائي محمد غازي الأخرس متحدثاً عن مؤتمر السرد بدورته الخامسة: "السرد العراقي نال حضورا لافتا سواء على مستوى الاشتغالات الادبيّة في الداخل او في ما يخص التأثير الواسع للرواية العراقية على المستوى العربي الأمر الذي يتطلب حث النقاد على غربلة هذا النتاج وتشخيص جودته واخفاقاته والاشادة بمنجزاته وقد نجح مؤتمر السرد الخامس في هذا وأعطى إشارات ايجابية لمسارات السرد في العراق".
بدوره أشاد المخرج جواد الأسدي بالمستوى التنظيمي الرفيع للمؤتمر وجلساته المختلفة ونجاحه في استضافة عددٍ كبير من أدباء المحافظات وعده الأمل لأولئك الحالمين المتمسكين ببصيص الضوء واصفاً إيّاه بأنّه تصدى بالإبداع الراقي لقساوة الواقع الإنساني.