بيروت: جبار عودة الخطاط
عاشت الضاحية الجنوبية لبيروت ليلة كارثية من الجنون الصهيوني الهستيري والذي استباح بنيرانه الهمجية شتى مناطق الضاحية في تدمير ممنهج عبر إلقاء آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ منذ منتصف الليل وحتى فجر أمس الأحد، وقد نفذ الطيران المعادي أكثر من 30 غارة على مناطق المريحة وبرج البراجنة وطريق المطار وحارة حريك في سلسلة غارات اعتبرت هي الأعنف منذ بدء العدوان الصهيوني على لبنان.
ويبدو أن طيران الجيش الصهيوني يريد تقطيع أوصال الضاحية الجنوبية وبثَّ عوامل التوهين في روح البيئة الحاضنة لحزب الله، بينما عزا مراقبون هذه الغارات المتوحشة ضمن العدوان الصهيوني على الضاحية الجنوبية لمحاولة تعويض الفشل الذريع الذي مني ويمنى به العدو المجرم في محاولاته المحمومة لإحداث خرق عسكري برياً في جنوب لبنان حيث يتصدى مجاهدو حزب الله ببسالة لهجمات الكيان المحتل وأوقعوا فيها خسائر فادحة، طيران الكيان الغاصب يمارس ما يشبه المسح التدميري الهائل للمربعات السكنية في الضاحية الجنوبية المعروفة باكتظاظ سكانها الذين يقطنون المباني العمودية المتلاصقة، الأمر الذي يتسبب بوقوع تضحيات بشرية جسيمة فضلاً عن التدمير البشع للبنى التحتية، وتفيد المعلومات بأن الطائرات الحربية الصهيونية نفذت منذ منتصف الليل وحتى فجر الأحد أكثر من 30 غارة استهدفت مناطق في المريحة وبرج البراجنة وطريق المطار وحارة حريك في هذه الليلة التي اعتبرت هي الأعنف منذ بدء العدوان الصهيوني على لبنان حيث تحول ليل الضاحية إلى نهار بفعل كثافة نيران القصف غير المسبوق.
وفي جنوب البلاد؛ حيث يقف حزب الله بالمرصاد لمحاولات الاجتياح من قبل جيش الكيان الصهيوني، مازالت الاشتباكات تدور بين مجاهدي الحزب وعناصر الاحتلال منذ ساعات من الاشتباكات الضارية شهدتها المحاور الشرقية وحتى ساعة كتابة هذا التقرير وقد تكبد خلالها العدو خسائر في صفوف جنوده، وقد أعلن الإعلام الحربي في حزب الله، في بيان له أمس الأحد أنه "أثناء محاولة قوات العدو الصهيوني إجلاء الجنود الجرحى والقتلى في مستعمرة المنارة استهدفهم مجاهدو المقاومة الإسلامية بصلية صاروخية"، وسبق أن أعلن الحزب أنه استهدف تجمعات لجنود العدو الصهيوني في مستعمرة المنارة ومحيطها بصلية صاروخية كبيرة وتمت إصابتها إصابة دقيقة.
بينما لم تتوقف مدفعية العدو عن قصف كفركلا وأطراف برج الملوك والخيام، كما أغارت طائراته على الخيام وكفركلا، وحلَّقت المسيَّرات التجسسية فوق القصبات، في وقت نفذ فيه الطيران الحربي الصهيوني سلسلة غارات على بلدة جبشيت وأطراف بلدتي زفتا وميفدون في قضاء النبطية فجر أمس الأحد.
في السياق، أفاد ضابط في حزب الله بأنه "أحصت المقاومة الإسلامية خلال الأيام القليلة الماضية، منذ إعلان جيش العدو بدء عمليته البرية باتجاه قرى جنوب لبنان، مقتل أكثر من 25 ضابطاً وجندياً في صفوف العدو، وإصابة أكثر من 130. هذه الأرقام اعترف العدو ببعضها والأيام القادمة ستكشف ما أخفاه عن جمهوره". من جانبه، أكد النائب عن حــزب الله، حسين الحاج حسن، بأن "العدو الصهيوني يحاول التقدم براً لكن بسالة المقاومة تجبره على التراجع، والمقاومة تنتظر العدو وقد جرب بالفعل بعضاً من بأسها في الميدان".
في الأثناء، أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن مئات الآلاف من الصهاينة هرعوا إلى الملاجئ من منطقة حيفا وحتى الخضيرة جنوباً، في حين أفادت الجبهة الداخلية الصهيونية، عن دوي صفارات الإنذار في قيساريا والخضيرة وحيفا شمال ووسط الأرض المحتلة.
بدورها، ذكرت اليونيسف بأن الكيان الصهيوني قتل أكثر من 100 طفل في لبنان خلال 11 يوماً و690 طفلاً آخر أصيبوا في الأسابيع الستة الأخيرة بسبب العدوان الصهيوني على لبنان، أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فدعا إلى إنهاء "أعمال العنف المروعة" و"سفك الدماء" في غزة ولبنان، وذلك قبل ساعات من الذكرى السنوية الأولى لهجمات 7 تشرين الأول.
العلاقات الإعلامية في حزب الله، أصدرت بياناً جاء فيه: "تنشر بعض وسائل الإعلام أخباراً تنسبها إلى مصادر في حزب الله تتعلق بمصير مسؤولي حزب الله عقب الغارات الوحشية على الضاحية الجنوبية، وآخر تلك الوسائل وكالة الصحافة الفرنسية والتي نسبت أخبارها إلى مصادر رفيعة في حزب الله، يهمنا أن نؤكد مجدداً أنه لا توجد لدينا مصادر في حزب الله، وموقفنا يصدر في بيان رسمي صادر عن العلاقات الإعلامية في حزب الله"، وأضاف البيان "كما نشرت بعض وسائل الإعلام لا سيما عدد من المواقع الاإلكترونية أخباراً كاذبة وشائعات لا قيمة لها تتعلق بالوضع التنظيمي لعدد من كبار مسؤولي حزب الله تندرج في إطار الحرب النفسية المعنوية ضد جمهور المقاومة من قبل الذين سخّروا أقلامهم وألسنتهم ومواقعهم في خدمة الاحتلال الصهيوني".