بيروت : جبار عودة الخطاط
تتواصل الغارات العنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق مختلفة من لبنان، في وقت يعجز فيه جنود الاحتلال عن إحداث الخرق الذي يرغبون في دفاعات حزب الله في جنوب لبنان، بينما علّق رئيس مجلس النواب نبيه برّي على فاجعة استشهاد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، بقوله: "لا قدرة لديّ بَعد على الكلام في هذا الموضوع. فأنا والسيّد رفقة درب على امتداد 33 عامًا. لقد قُصم ظهري".
ويبدو المشهد الميداني والسياسي بعد عام على "طوفان الأقصى" قاتمًا نظرًا لكثافة القصف الوحشي للجيش الصهيوني في كل من لبنان وغزة، في وقت وصلت فيه مساعي إيقاف النار إلى طريق مسدود جراء سياسة رئيس حكومة الحرب الصهيونية الساعي إلى توسيع الصراع وتصعيد جبهاته، الأمر الذي جعل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يشدّد في بيان صدر في الذّكرى الأولى لبدء "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأوّل على أنّه "يجب ألّا نغضّ الطّرف بينما يعاني المدنيّون من العواقب الوخيمة لهذا الصّراع في الشرق الأوسط"، داعيًا مرةً جديدةً إلى "وقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة وفي لبنان".
بدوره، أشار رئيس مجلس النّواب نبيه برّي، تعليقًا عمّا آلت إليه المساعي لوقف إطلاق النّار على الجبهة اللّبنانيّة، إلى "أنّنا ملتزمون بالنّداء المشترك الأميركي الفرنسي الأوروبي العربي، الّذي صدر في 25 أيلول الماضي، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النّار لمدّة 21 يومًا، يتمّ خلالها استكمال المفاوضات بغية التّوصّل إلى اتفاق نهائي لتطبيق القرار 1701؛ وهذا البيان الدّولي يُشكّل الأساس الصّالح لإنهاء العدوان الصهيوني المتمادي على لبنان"، ولفت برّي في حديث صحفي أمس الاثنين، إلى أنّ باريس ولندن تتمسّكان بهذا البيان - النّداء، "أمّا واشنطن فهي معه شكليًّا، لكنّها في الجوهر لا تفعل شيئًا لتنفيذه ولا تضغط جدّيًّا على الكيان الصهيوني للتّقيّد به ووقف عدوانه"، معتبرًا أنّ "رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو، يبدو أنّه هو الّذي يضغط على الولايات المتّحدة وليس العكس، مستغلًا فرصة الانتخابات الرّئاسيّة الّتي يتنافس فيها الدّيمقراطيّون والجمهوريّون على إرضاء تل أبيب، ومُمسكًا الإدارة الأميركيّة من خوانيقها".
وتعليقًا على فاجعة استشهاد الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، أجاب برّي متأثرًا: "لا قدرة لديّ بَعد على الكلام في هذا الموضوع. فأنا والسيّد رفقة درب على امتداد 33 عامًا. لقد قُصم ظهري".
وتوازيًا، أشار حزب الله في بيان له أمس الاثنين بمناسبة ذكرى مرور عام على "طوفان الأقصى"، إلى أنه "يصادف اليوم مرور عام كامل على عملية طوفان الأقصى البطولية، التي تجلّت فيها إرادة المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان والظلم والاحتلال الذي لحق بهذا الشعب المظلوم منذ العام 1948، وما تلاه من حروب ومآس ودمار، وسيكون لهذه العملية آثار تاريخية ونتائج استراتيجية في مجمل الأوضاع في المنطقة إلى أن يتحقق العدل بزوال الاحتلال، وينال الشعب الفلسطيني حقّه المشروع في أرضه الحرة الكاملة من البحر إلى النهر".
وشدَّد البيان على أنَّ "قرار حزب الله فتح جبهة الإسناد في الثامن من تشرين الأول لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة هو قرار إلى جانب الحق والعدل والإنسانية التامة، وفي نفس الوقت هو قرار بالدفاع عن لبنان وشعبه دفعت فيه مقاومتنا وشعبنا أثماناً باهظة ومكلفة في بنيتها القيادية وفي بنيتها العسكرية والمادية".
ميدانيًا، أعلن "حزب الله" في بيان، قصف قاعدة نيمرا (إحدى القواعد الصهيونية الرّئيسة في المنطقة الشّماليّة) غرب طبريا، بصلية صاروخيّة، كما أعلن الحزب استهداف مستعمرة كفر فراديم بصلية صاروخية، وفي بيان آخر كشف الحزب عن قصف تجمّع لقوّات العدو في حديقة مارون الراس بصلية صاروخيّة، من جانبها أفادت القناة 12 العبرية بـ"رصد إطلاق نحو 20 صاروخاً من لبنان باتجاه الجليل الغربي".
في السياق، استشهد 10 من عناصر الدفاع المدني اللبناني بغارة صهيونية على بنت جبيل، كما أفادت المعلومات باستشهاد 4 مواطنين جرّاء غارة صهيونية استهدفت منزلًا في بلدة صريفا - قضاء صور في جنوب لبنان فجر أمس الاثنين، بينما أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أنَّ حصيلة غارة العدو الصهيوني على بلدة كيفون هي استشهاد ستة أشخاص بينهم 3 أطفال وإصابة ثلاثة عشر آخرين بجروح، في حين استهدف الطيران الحربي الصهيوني الجرد بين قصرنبا وبدنايل غربي بعلبك، في وقت نفّذ فيه الطّيران الحربي الصهيوني غارةً جديدةً استهدف فيها الضاحية الجنوبية لبيروت، في ظلّ تحليق مكثّف للطّيران المسيّر الصهيوني في أجواء الضّاحية ومحيطها.
ويأتي ذلك بعد سلسلة غارات عنيفة شنّتها القوّات الصهيونية مساء أمس الأول الأحد وأمس الاثنين، استهدفت الضّاحية الجنوبيّة ومنطقتَي القماطية وكيفون في قضاء عاليه.