بيروت: جبار عودة الخطاط
في رسالة تحدٍ قويَّة لتخرّصات جيش الكيان الصهيوني أطلَّ صباح أمس الثلاثاء؛ نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة متلفزة ليؤكد أنَّ الحزب بخير برغم الضربات المؤلمة التي تلقاها، مشدّدًا على أنَّ "نتانياهو يريد إعادة المستوطنين ونقول له بأنه سيُهجّر أضعاف هؤلاء الذين تتحدّث عنهم"، بينما استهدف حزب الله مناطق حيفا وخليجها والمناطق حولها بأكبر هجوم صاروخي من نوعه منذ بدء الحرب بأكثر من (100) صاروخ.
يأتي ذلك في وقت عجز فيه جيش الكيان المحتل عن تحقيق أي مكسب في عمليته البرية جنوب لبنان، بينما يواصل طيرانه الحربي شنَّ غاراته الهمجية على مختلف مناطق لبنان.
ظهور الشيخ نعيم قاسم في الذكرى السنوية لدخول حزب الله على خط المواجهة المباشرة مع جيش الاحتلال الغاشم يوم (8) تشرين الأول عام (2023) جاء في وقت تشيع دوائر صهيونية إعلامية فيه بأنَّ جهاز القيادة والسيطرة في الحزب أصيب في مقتل، وهو ما دحضه نائب الأمين العام للحزب في إطلالته التلفازية الثانية بعد واقعة استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حيث أكد الشيخ قاسم: "أبشركم بأنَّ القيادة والسيطرة وإدارة الحزب والمقاومة منتظمة بدقة وبحسب ما هو معمول به في الحزب وقد تخطينا الضربات الموجعة التي أصابتنا".
وشدَّد على أنه "ليس لدينا موقع شاغر، كل المواقع مملوءة وحزب الله يعمل بكامل جهوزيته وانتظامه، وكل ما كان لدى القادة الذين استشهدوا توجد نسخ منه لدى مساعديهم وبدلائهم"، وأضاف، "جبهة المساندة بلبنان استنزفت العدو (11) شهراً وأخرجت المستوطنين من الشمال"، مشيراً إلى أنَّ "لبنان كان مستهدفاً ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو أعلن مراراً أنه يريد الشرق الأوسط الجديد"، مشيراً إلى أنَّ "التاريخ أثبت أنَّ الكيان الصهيوني خطر على المنطقة والعالم".
وأعلن قاسم أنَّ "المستوطنات في الشمال تحت مرمى صواريخنا وإمكاناتنا بخير"، موجّهاً رسالة تحد واضحة للكيان الصهيوني بقوله: "يقول نتانياهو بأنه يريد إعادة المستوطنين؛ ونقول له بأنه سيتهجر أضعاف هؤلاء الذين تتحدث عنهم".
وكان اللافت في خطاب نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم تركيزه على الصلة التحالفية الوثيقة التي تربط الحزب مع حركة أمل ورئيسها، رئيس مجلس النواب نبيه برّي عبر التأكيد على ثقة الحزب بمسار بري في العمل من أجل الحلول السلمية.
وفور انتهاء الشيخ قاسم من خطابه؛ دوّت صفارات الإنذار في مدينة حيفا المحتلة وخليجها والمناطق المحيطة بها، وأعلن جيش الاحتلال عن إطلاق (105) صواريخ من جنوب لبنان على دفعتين صوب مناطق الشمال، وخاصة مدينة حيفا وعدة مستوطنات في الجليل.
وقصف حزب الله مدينة حيفا وخليجها بعشرات الصواريخ من مناطق يجري الجيش الصهيوني عملياته البرية، وقد وصف جيش الاحتلال الرشقة الصاروخية بأنها الأكبر التي تستهدف مدينة حيفا، وأعلنت الجبهة الداخلية الصهيونية من جهتها عن إصابات مباشرة للصواريخ في بلدة كفار ماسريك جنوب عكا وفي كريات موتسكين في خليج حيفا، بينما طالب عمدة حيفا المحتلة بإخلاء المصانع الكيميائية في خليج المدينة.
كما دوّت صفارات الإنذار في جبل ميرون ومحيطه، وأشارت الجبهة الداخلية الصهيونية، إلى "دوي صفارات إنذار في حانيتا وشلومي وبلدات عدة بالجليل الغربي"، في السياق أعلن حزب الله، في بيان، قصف مربض مدفعية العدو الصهيوني ديشون بصلية صاروخية، كما أعلن الحزب قصف تجمع لقوات العدو في مستعمرة حانيتا بصلية صاروخية، من جانبها أفادت إذاعة الجيش الصهيوني بإطلاق 30 صاروخاً من لبنان باتجاه طبريا.
وفي السياق واصل الجيش الصهيوني تعثره في مواجهة المقاومة الشديدة التي يبديها حزب الله في تصديه لمحاولات الجيش المحتل إحداث خرق ما في مسعى التوغل في الجنوب، وهو الأمر الذي اضطره لاستدعاء فرقة عسكرية إضافية للانضمام إلى العملية البرية لتجاوز حالة الإخفاق التي مني بها في جبهة المواجهة مع حزب الله.
يأتي هذا الإعلان مع تواصل العدوان الصهيوني الجوي بشكل واسع النطاق على لبنان بالتزامن مع قيام جيش الاحتلال بعملية برية في الجنوب والتي يتصدى لها حزب الله بكل بسالة، مما أوقع الصهاينة في حرج كبير، ويبدو أنَّ الطيران الصهيوني يحاول بضرباته الانتقامية غير المسبوقة تعويض فشل القوات البرية الذريع في جنوب لبنان، وقد نفذ الطيران الحربي الصهيوني عدة غارات مستهدفاً بلدات الجنوب والضاحية الجنوبية ببيروت، ما أدى لتدمير عشرات المنازل واستشهاد وإصابة عدد كبير من المدنيين اللبنانيين.
إلى ذلك، أشارت وزارة الخارجية المصرية، إلى أنَّ "وزير الخارجية بدر عبد العاطي أجرى اتصالاً برئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي حيث تناول الجانبان آخر المستجدات المتعلقة بالأوضاع في لبنان"، وأوضحت أنَّ "عبد العاطي استعرض خلال الاتصال الجهود الحثيثة التي تقوم بها مصر للتوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار والعمل على تهدئة الأوضاع في لبنان"، مؤكّداً "ضرورة العمل على تخفيف حدّة التوتر المتصاعد الناجم عن العدوان الصهيوني على لبنان وضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة لمنع انزلاق المنطقة لحرب إقليمية ستلقي بظلال وخيمة على السلم والأمن الإقليميين والدوليين، وقد تؤدى لتداعيات بالغة الخطورة على استقرار شعوب المنطقة بأسرها".