د. مجيد حميد العزاوي
إنها المحاولة الثانية التي يتقدم بها العراق إلى الجامعة العربية مجلس وزراء السياحة العرب، لترشيح مدينة عراقية إلى برنامج مدن السياحة العربية، وقد سبقت ذلك ترشيح أربيل عاصمة للسياحة العربية عام (2014) وقد فازت أربيل بالترشيح، ولكن الظرف الأمني في ذلك العام ودخول داعش اربكا هذا المشروع وأجهضاه.
بغداد مدينة تستحق أن تكون عاصمة للسياحة العربية لعراقتها تاريخيا وسمعتها على جميع المستويات، ومن المعروف أن هذا البرنامج تترشح له عدة مدن سنويا.
إن المنافسة بين هذه المدن وبغداد تعتمد على معايير مختلفة، تبدأ من مناطق الجذب السياحي والتسهيلات إلى المظاهر الخيالية للمدينة والأنظمة المنظمة للحياة في المدينة لنظام المرور والبلديات، وكل ما ينظم حركة الإنسان والسائح في هذه المدينة، وتنتهي بالنظام البيئي والنظافة وإدارة المخلفات ونقاء الأجواء وكل ما له ارتباط لصحة الإنسان، إضافة إلى الأمن والأمان والاستقرار السياحي للبلد.
من هذا المنطلق وجب على اللجان المشكلة لهذا الغرض والاهتمام بهذا المشروع، الذي يعد مشروعا إعلاميا اجتماعيا بيئيا سياسيا وسياحيا انه مشروع حياة بغداد وهي فرصة للترويج للسياحة العراقية، لأن نشاطات هذا المشروع تمتد إلى كل العراق.
ومن البديهي أن يتم الاطلاع على أوضاع المدن المرشحة والمنافسة وزيارتها موقعيا للإطلاع على نقاط القوة لديها، ومن ثم الاستفادة منها في ترتيب أوضاع بغداد التي تحتاج الكثير للمنافسة وأن نترك إعطاء المعلومات على الورق فقط والنزول إلى شوارع بغداد التي تحتاج إلى حملة كبيرة مع ضيق الوقت لإزالة التشوهات في الأرصفة وإكساء الشوارع، ووضع لوحات الدلالة في الشوارع الرئيسة وتخطيط مناطق العبور والتقاطعات والاهتمام بمداخل مدينة بغداد، والتي قطعت شوطا لا بأس به.
بغداد تحتاج إلى حملة تشارك بها كل الوزارات كل حسب مسؤوليته، لأن هذا المشروع يخص العراق فاستغلال هذه المناسبة فرصة لتطوير مناطق بغداد وشوارعها الرئيسية وتطبيق القوانين، وأؤكد هنا مواقف السيارات التي تحولت إلى الأرصفة وتركيب السابلة للمشي في حوض الشارع، وكذلك الاهتمام بالمواقف للباصات السياحية عند المناطق والمواقع السياحية، وإزالة جميع التشوهات من الشوارع والأرصفة وتطبيق قانون المرور، لأنه ظاهرة من مظاهر التحضر وانعكاسه لأهمية المدن وجمالها.