حسب الله يحيى
قرأت مؤخرا أن كاتبا صهيونيا يدعى: شاي جولدنبرغ قال :
"عندما تخون أنت كعربي أبناء شعبك بآراء عنصرية صهيونية؛ فنحن نحبك مباشرة، لكن حبنا كحب الكلاب"..
هذا ما كان ينبغي أن يعرفه كل الخونة والعملاء والجواسيس على شعبهم وأمتهم.. ذلك أن الوقوع في أحضان العمالة لأسباب مادية في الغالب، يعرفها الخصم مقدما، لذلك يمنحهم ويجزل لهم العطاء.
فنابليون مثلا عندما استعان بفلاح لدخول الاتحاد السوفيتي، رفض الفلاح البسيط أن يدله على أي شبر من أرض وطنه. وهذا الرفض الوطني الذي احترمه نابليون، جعله يفشل ومن ثم يخسر الحرب، ولم يتمكن من دخول موسكو.
ويقال إن هتلر استعان بأجير لتقديم خدمات ضد بلاده، وأدى هذا العميل كل ما طلب منه وأفلح هتلر في غزو تلك البلاد، وعندما أراد هذا العميل مقابلة هتلر ؛ رفض هتلر مقابلته ودعا حراسه إلى صرف مكافأة له لقاء خدمته والعمل على طرده باحتقار بالغ، لأنه كان مجرد عميل رضي بالمال مقابل خيانة وطنه.
وعندما يصرح هذا الصهيوني جولد بيرغ باحتقاره للعملاء، يعني ما يقول وهو على الرغم من غبطته وحفاوته بالعملاء، لا يفكر في دخيلة نفسه سوى باحتقارهم وإدانتهم وإذلالهم، فهم قد فرطوا بقيم ومبادئ وقدسية الوطن، ذلك أن الوطن والانتماء اليه، هو انتماء حقيقي.. يعد أعظم وأشرف وأنقى مواطنة.
ومن يقع في أحضان أعداء شعبه وأمته والتفريط بالوطن الذي احتضنه والبلاد التي تساوي الدنيا بأكملها ؛ فأنه لا بد من التعامل معه ليس باحتقار حسب، وانما التخلص منه بوصفه عقبه كأداء في مسيرة بلاده ونبض وطنه.
كما أن وجوده يعد آفة شريرة لا يمكن الركون اليها، ولذلك ينبغي التخلص منها خلاصا كليا.. لان وجودها من شأنه أن يقود البلاد إلى كوارث لا تحسب عواقبها ولا نتائجها.
وفي المعركة الراهنة مع العدو الصهيوني، لا بد أن نتوقف عند حقيقة باتت معلومة وتتعلق بالجهاز الاجرامي (الموساد )، الذي تغدق عليه (إسرائيل ) الأموال الطائلة ليكون له الموقع الأساس الذي يتم الاعتماد عليه في اختراق عالمنا العربي.
إزاء ذلك لا بد لنا ان ننظر نظرة ثاقبة إلى أن اسرار بلادنا هي أعز واغلى ما نملك، وكل تجاوز لإفشاء هذه الأسرار ؛ تدمير لها. ويمكن أن نعد استقلالية الوطن وجذر البلاد هي أساس المواطنة الصالحة، والتي ترفض ان تتهاون إزاء أعداء البلاد، من هنا لا يمكن لنا السكوت عن خونة بلادهم ولا التغافل عنها بأي شكل من الاشكال.
إن للوطن حقوقه على كل فرد فينا، بوصفه الأمين على أمننا وعيشنا وانتمائنا وخبزنا ـ وان كان هذا الواقع يواجه جملة من العقبات والسلبيات المتعلقة باستتباب الأمن وانتشار الفاقة والمرض والتخلف والأمية، وعدم امتلاك الكثرة من المواطنين إلى شبر في أرض بلادهم ـ إلا أن هذا حال مؤقت ولا بد أن يكون هناك أفق لوطن، نحن جميعا بناة أمنه وإرادة شعبه وسعة أرضه، التي تجعل من البلاد لكل واحد منا وليس للعدو، الذي يريد أن يسلبنا أرضنا وثرواتنا ومن ثم يشتت عقولنا وأرواحنا، ويمزق شملنا.
إن الوطن نبض في قلوبنا وبلادنا هي جذرنا الأصيل الذي لا يمكن للعدو اغتصاب شبر منه ابدا، ما دمنا نؤمن أن الوطن للجميع والبلاد لمن يفتديها.