الحياة سينما

الصفحة الاخيرة 2024/10/13
...

محمد غازي الأخرس
قبل أيام، بينما أقلب في صفحتي بالفيسبوك، وجدتني أمام صورة نادرة بحق لسينما يقول ناشرها إنها لأول سينما شهدتها بغداد، وهي العوينة الصيفي. الصورة ملتقطة عام 1922، والسينما عبارة عن فضاء يمتلئ بكراس تبدو كعلب صفيح متهالكة، يحيطها سياج خشبي يشبه أسيجة الحدائق. كانت هذه السينما هي الأولى التي تعرض فيلماً ببغداد، وجرى ذلك في بستان (أم الواوية) بمحلة العوينة في الرصافة. جرت التجربة على يد تاجر يهودي استهوته تجارة السينما، وتم العرض يوم الثلاثاء 5 /9 /1911 برعاية والي بغداد أحمد جمال بيك. كان الفيلم صامتاً طبعاً وستظل السينما كذلك حتى الثلاثينيات حين دخل الفيلم الناطق إلى العراق. بالنسبة لظاهرة السينما الصيفي، فقد عرفها العراق منذ أن دخلته السينما، ورغم أنني شخصياً لم أحضرها، لأنها انقرضت مع جيلي، إلا أن خيالي تجاهها ظل عامراً، إذ لطالما حدثتني أمي أن أبي كان يصطحبها إلى سينما صيفي ببغداد بعد زواجهما، وكانت كلما عرض فيلم (دليلة) لعبد الحليم حافظ وشادية، تذكر أنها شاهدته في "السينما الصيفي"، وكانت أختي الكبرى "على يدها". نعم، السينمات الصيفية ماركة 

مسجلة لبغداد الأربعينيات والخمسينيات والستينيات. ثمة سينمات صيفية إلى جانب الشتوية مثل سينما روكسي والشرق ومترو وغيرها. 

بالنسبة لي، علاقتي مع السينما ابتدأت مع أبي 

الذي كان يصطحبنا كل عيد إليها، ولن أنسى ما حييت فيلم (السيف السحري) الذي رأيته في إحدى دور الباب الشرقي، إلا انني نمت بمجرد ابتداء الفيلم، ولم أصح إلا في آخر مشاهده. سحر عجيب، استمر معي حتى اليوم، ودعوني أكمل الحكاية لاحقا.