استنفار دبلوماسيّ عراقيّ للتهدئة وإحلال السلام

الأولى 2024/10/13
...

 بغداد: حازم محمد حبيب

 أربيل: سندس عبد الوهاب

 طهران: محمد صالح صدقيان 


بالرّغم من تصاعد وتيرة العدوان الصهيونيّ على بيروت وغزّة بعد عامٍ كاملٍ من حرب الإبادة التي يشنّها جيشه ضدَّ المدنيين العُزّل، وبالتزامن مع انشغال العالم كلّه بالتهديدات التي يُطلقها هذا الكيان بحربٍ واسعة ضدَّ إيران، فإنَّ هناك فرصاً للتهدئة لم تزلْ قائمة، ومحاولات لتجنيب المنطقة والعالم ويلات حربٍ تسعى إليها تلّ أبيب بكلِّ ما أوتيتْ من قوّة. 

هذه المحاولات السياسيَّة للوصول إلى تهدئة وإحلال السلام كانتْ بغداد مسرحاً لها، فقد شهد العراق أمس واليوم تحرّكاً دبلوماسياً لافتاً على أعلى المستويات لدرء شبح الحرب. إذ سيستقبل رئيس مجلس الوزراء محمّد شياع السودانيّ اليوم في بغداد وزير الخارجيَّة الإيرانيّ عباس عراقجي والوفد المرافق له، لبحث آخر المستجدّات والتطوّرات في المنطقة مع استمرار العدوان الصهيونيّ على غزّة ولبنان ومخاطر توسّعه إلى حرب إقليميَّة، كما سيُطلع الوزير الضيف رئيس الوزراء على آخر مستجدّات جولته الخارجيَّة التي بدأها من لبنان بهذا الخصوص.

وكان السودانيّ قد أجرى، أمس السبت، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون، تناول العلاقات الثنائيَّة بين البلدين، إلى جانب التباحث في قضايا تتصل بالوضع الراهن في المنطقة، والاستمرار بتنسيق المواقف في هذه المرحلة الحرجة التي تمرّ بها المنطقة والعالم. وتطرّق الاتصال إلى الدعوة التي أطلقها الرئيس ماكرون لإيقاف توريد الأسلحة إلى الكيان المحتلّ، والتأكيد على أهميَّة تعضيد هذه المبادرة وتوسعة نطاق العمل بها.

وفي  الحراك الدبلوماسيّ نفسه الساعي إلى تجّنب اتساع رقعة الحرب، ومحاولة التوصّل إلى رؤى مشتركة مع دول الإقليم، استقبل رئيس مجلس النواب بالنيابة محسن المندلاوي؛ سفراء دول الخليج لدى العراق لبحث التطوّرات الخطيــرة في المنطقة.

واستعرض المندلاوي خلال اللقاء "ســياسة العراق المحوريَّة والتركيز على تدعيم الجوانب الاقتصاديَّة والاستثماريَّة وتجنيب المنطقة ويلات الحروب"، لافتاً إلى أنَّ "مجلس النواب العراقي يسعى جاهداً لتوحيد المواقف الرسميَّة للبرلمانات العربيَّة والإسلاميَّة والتأثير في الدوليَّة منها، بما يُسهم في تخفيض التصعيد في المنطقة وحلِّ الأزمات والخلافات".

بدوره، أوضح المتحدث الرسمي باسم الحكومة، باسم العوّادي لـ"الصباح" أنَّ "الحكومة العراقيَّة لن تتخلّى عن أداء مسؤوليتها الخارجيَّة في الجانب المتعلّق بقضايا العالمَيْنِ العربيّ والإسلاميّ، إذ يؤمن العراق بالسلام والعدل والحقوق المتكافئة للشعوب، ويرفض منطق العدوان والحرب". وأضاف، "لقد مارس العراق وما زال الدور الفاعل بنزع فتيل الأزمات، ويمارس اليوم دوره بدعم الشعبين الفلسطينيّ واللبنانيّ والوقوف إلى جانب وقف إطلاق النار، والركون إلى تسويات عادلة"، وبيّن أنه "انطلاقاً من قيمه والتزاماته وطبيعة شعبه، فالعراق كان وما زال وسيبقى سنداً للشعوب في

الأزمات.