بيروت: جبار عودة الخطاط
تبنّت المقاومة الإسلامية في لبنان حزب الله، مساء أمس الأحد، الهجوم على القاعدة العسكرية الصهيونية في حيفا، والذي أوقع بحسب حصيلة أولية 3 قتلى وأكثر من 65 جريحاً، فيما يرجح أن ترتفع أعداد القتلى.
وقالت المقاومة الإسلامية في بيان إنه "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعاً عن لبنان وشعبه، وفي إطار سلسلة عمليات خيبر وردًا على الاعتداءات الصهيونية لاسيما على أحياء النويري والبسطة في العاصمة بيروت وباقي المناطق اللبنانية، وردًا على المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني وبنداء (لبيك يا نصر الله)، نفذت المقاومة الإسلامية مساء أمس الأحد، عملية إطلاق سرب من المسيّرات الانقضاضية على معسكر تدريب (للواء غولاني في بنيامينا جنوب حيفا)".
وأضاف البيان، إن "المقاومة الإسلامية ستبقى حاضرة وجاهزة للدفاع عن بلدنا وشعبنا الأبي والمظلوم ولن تتوانى عن القيام بواجبها في ردع العدو والله على كل شيء قدير".
وسط ذلك يحاول الحراك الدبلوماسي اللحاق بتطورات العدوان الصهيوني العنيف على لبنان، ويبدو موقف الدول المعنية كفرنسا وبريطانيا أقرب لحالة الفاعل غير المؤثر؛ لدى تل أبيب، في حين تسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى حصر الاشتباك العسكري في الحدود وتحييد المناطق السكنية والبنى التحتية، كما تفيد واجهات سياسية في واشنطن، بينما أشار النائب عن حزب الله علي فياض إلى "أننا معنيون بالمسار الميداني، أما المسار السياسي فأوكلناه لرئيس مجلس النواب نبيه بري".
بري المعني المباشر بملف التواصل السياسي مع الجهات الفاعلة في ملف العدوان الصهيوني على لبنان، ما زال كما صرح مرارًا يتشبث بالمبادرة الّتي تقدّم بها مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرّئيس السّابق لـ"الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، كخيار يمكن الركون إليه لاستيعاب ما يمكن من آثار العدوان على البلاد وصولًا لوقف نزيف الدم.
في وقت أشارت فيه وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، إلى أن "وزير الدفاع لويد أوستن أكد خلال اتصال هاتفي مع نظيره الصهيوني يوآف غالانت، ضرورة انتقال العمليات العسكرية في لبنان إلى مسار دبلوماسي، في أقرب وقت ممكن". ولفتت الوزارة، إلى أن "أوستن شدد لغالانت على أهمية ضمان سلامة وأمن قوات (اليونيفيل) والجيش اللبناني"، مضيفة أنه "شدد على ضرورة اتخاذ خطوات لمعالجة الوضع الإنساني المأساوي في غزة"، بحسب البيان الأميركي.
بينما أشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض في حديث صحفي أمس الأحد، إلى "أننا معنيون بالمسار الميداني، والمسار السياسي أوكلناه لرئيس مجلس النواب نبيه بري"، وأكد أن "قوات النخبة للمقاومة لم تدخل بعد في المواجهة إلا في حدود دنيا"، وشدد على أن "العدو لم يستقر في أي بلدة حدودية والأمتار التي دخلها تراجع عنها سريعا".
وكان رئيس مجلس النّواب نبيه بري قد شدد على "أنّه لا يزال يتمسّك بالمبادرة الّتي تقدّم بها مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرّئيس السّابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ولا يزال متمسّكًا بكلّ الثّوابت الّتي أعلنها سابقًا، وأهمّها وقف إطلاق النّار فورًا"، موضحًا أنّ "هذا ما يبلغه لكلّ المتّصلين به". وأشار تعليقًا على مسألة فصل جبهة لبنان عن غزة، إلى "أنّنا لم نذكر وقف النّار في غزة، ولم نذكر فصل الجبهات أو ربطها، فليفسّر كلّ طرف أو شخص وفق ما يريد، نحن مواقفنا واضحة"، لافتًا إلى "أنّه كرّر خلال الاتصال مع وزير الخارجيّة الأميركيّة أنتوني بلينكن كلمة وقف إطلاق النّار عشر مرّات".
وفي موازاة ذلك، حيث يتصاعد العدوان الهمجي على لبنان ويتصدى عناصر حزب الله ببسالة لمحاولات الجيش الصهيوني لاجتياح جنوب لبنان، أغار الطيران الحربي الصهيوني أمس الأحد على عدة بلدات لبنانية في الجنوب والبقاع، كما أعلن حزب الله في بيان، إقدام الكيان الصهيوني أمس الأحد على قصف المنطقة الواقعة بين بلدتي حانين والطيري بصواريخ محشوة بالقنابل العنقودية المحرمة دوليًا، مؤكداً أن العدو الصهيوني المدعوم عسكريًا وسياسيًا من الولايات المتحدة الأميركية والذي يقصف المستشفيات وسيارات الإسعاف، لم يتجرأ على مثل هذه الخطوة إلا لإدراكه العجز الفاضح لما يُسمى بالمجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإنسانية إزاء هذه الجرائم.
وفي مقابل ذلك، أعلن حـزب الله في بيانات له أمس الأحد، تنفيذه عدة عمليات نوعية في العمق المعادي منها: قصف مربض للعدو بصلية صاروخية، واستهداف تجمع لجنود العدو بمستعمرة المنارة بصلية صاروخية، واستهداف تجمع لجنود العدو بمحيط موقع رامية بصاروخ موجه ما أوقعهم بين قتيل وجريح، كما تم استهداف آلية مدرعة بالموقع ذاته بصاروخ موجه ما أدى لتدميرها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح، واستهداف تجمع لجنود العدو في موقع تل الشعر بقذائف المدفعية، وتفجير عبوة ناسفة بقوة من جنود العدو الصهيوني والاشتباك معها لدى محاولتها التسلل إلى بلدة رامية ووقع أفرادها بين قتيل وجريح، وتفجير عبوة ناسفة بقوة صهيونية لدى محاولاتها التسلل بمنطقة تل المدور وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح.