صلاح السيلاوي
اختتم في كربلاء مؤخرا "مهرجان كربلاء الشعري الثاني" الذي أقامه اتحاد أدباء كربلاء برعاية رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ووزارة الثقافة والسياحة والآثار، عبر إشراف مباشر من قبل اتحاد أدباء العراق.
المهرجان الذي أقيم تحت شعار "لبنان نصرنا العربي الكبير وثريا صمودنا" ضم أربع جلسات شعرية، شارك فيها شعراء من أغلب محافظات العراق وجلستين نقديتين قدم نقادها بحوثا فيها عن بعض قضايا ومشكلات الشعر العربي والعراقي.
وكان المهرجان قد افتتح على قاعة الإدارة المحلية وسط المدينة بآيات من الذكر الحكيم تلاها قارئ العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية السيد حسنين الحلو . طلب بعد ذلك عريف الحفل الشاعر حيدر السلامي من الحاضرين، قراءة سورة الفاتحة لأرواح شهداء لبنان وفلسطين والعراق ثم عزف النشيد الوطني العراقي.
وألقى رئيس اتحاد أدباء كربلاء الشاعر سلام البناي كلمة الاتحاد التي عبر فيها عن أهمية ظروف انعقاد المهرجان وتحريك بوصلته باتجاه دعم الاشقاء في لبنان وفلسطين، وهم يواجهون العدو الصهيوني، لافتا إلى ضرورة استمرار الفعل الثقافي على الرغم من كل الظروف بوصفه اداة للحياة وهدفا من أهدافها القيمة، فيما تحدث محافظ كربلاء المهندس نصيف الخطابي عن دور الكلمة الحرة بالوقوف إلى جانب الحق في مواجهة الظلم الذي يتعرض له أهلنا في لبنان وفلسطين وبارك انطلاق هذا المهرجان عادا إياه نقطة مضيئة في دعم الفعل الثقافي والإنساني.
جاءت بعد ذلك كلمة أمين عام اتحاد أدباء العراق الشاعر الدكتور عمر السراي.
عرض بعدها فيلم وثائقي عن كربلاء وحراكها الثقافي والمدني والاجتماعي، فضلاً عن مجريات الدورة الاولى من مهرجان كربلاء الشعري الأول. ثم كرم المهرجان من خلال رئيسه الشاعر سلام البناي محافظَ كربلاء بدرع كربلاء الإبداعي، وبدرع مماثل للأمين العام لاتحاد أدباء العراق الشاعر الدكتور عمر السراي، كما قدمت دروع أخرى الى أعضاء اللجنة التأسيسية لأول دورة انتخابية في اتحاد أدباء كربلاء التي انعقدت عام 1996 وهم كل من الأدباء جاسم عاصي والراحل علي الفتال والراحل هادي الربيعي وعلي حسين عبيد وفاضل العزيز فرمان والدكتور علاوي وكاظم كشيش. ومنحت دروع أخرى لكل رؤساء اتحاد ادباء كربلاء السابقين.
ابتدأت بعد ذلك القراءات الشعرية لعدد من الشعراء. وقبل نهاية الجلسة الافتتاحية للمهرجان وزعت ثلاث دروع تكريمية.
في صباح اليوم الثاني من المهرجان ابتدأت الجلسة النقدية بعنوان "سيمياء الأهواء والمقدس: تحليل دلالات العاطفة المرتبطة بالرموز الدينية" فأدار قسمها الأول الدكتور علي حسين يوسف وضمت مجموعة من الدراسات أولها "الشعائر الحسينية في ضوء التحليل السيميائي لسيمياء الهوى للناقد فاضل ثامر" والثانية بعنوان "المقدس وثقافة النسق التأويلي للآخر – قراءة نسقية" للناقد الدكتور سمير الخليل.
القسم الثاني من الجلسة النقدية أداره الدكتور سعيد حميد كاظم وتضمن دراسة بعنوان "ممكنات المعنى، مدخل الى قراءة شخصية الإمام الحسين عليه السلام في نصوص مختارة" قدمها الناقد الدكتور علي متعب جاسم. ودراسة أخرى هي "سيميائية الأهواء وإعادة إنتاج الرموز في قصيدة"، "وداع الحنظل" للشاعر صلاح السيلاوي، قدمها الناقد الدكتور محمود خليف خضير الحياني.
ابتدأت بعد ذلك الجلسة الشعرية الثانية بإدارة الشاعر نوفل الحمداني، ثم كانت الجلسة النقدية الثانية في الساعة الرابعة والنصف من مساء اليوم الثاني للمهرجان على قاعة برلنت وكانت بعنوان "المشهد الشعري في كربلاء.. حداثة البنية والتحولات" فأدار القسم الأول منها الناقد الدكتور صباح التميمي، وكانت الدراسة الأولى بعنوان "ثقافة تحولات الشعر في كربلاء - الرؤى وبنياتها - للناقد الدكتور رحمن غركان، فيما كانت الدراسة الثانية بعنوان (مسارات التجديد في الأنساق اللغوية) - المشهد الشعري الكربلائي أنموذجا - للناقد الدكتور جاسم محمد جسام.
أما القسم الثاني من الجلسة فكان بإدارة الناقد الدكتور عمار الياسري، وكانت الدراسة الثانية بعنوان (شعر صلاح السيلاوي – قراءة في سيمياء الأهواء) للناقد الدكتور عزيز الموسوي.
أما الدراسة الأخرى فهي وجودية الجملة الشعرية وعدميتها في مجموعة" فقه النشوة" للشاعر عمار المسعودي قدمها الناقد نصير جابر.
ابتدأت بعد ذلك الجلسة الشعرية الثالثة بإدارة الشاعر فراس الحمداني بمشاركة العديد من الشعراء.
وفي صباح اليوم الثالث من المهرجان كانت الجلسة الختامية التي أدارها الشاعر معن غالب سباح، وشارك فيها الشعراء من كربلاء والنجف وذي قار وبابل وغيرهم.
ثم قرأ الشاعر نجاح العرسان البيان الختامي، الذي تضمن الإشارة الى ظروف انطلاق المهرجان في ظل مرور المنطقة العربية بتحديات مواجهة العدو الصهيوني، شاكراً بالنيابة عن اتحاد أدباء كربلاء جميع الجهات الراعية والمؤسسات الاعلامية التي اسهمت بدعم المهرجان، ثم اعلن عن بعض التوصيات التي رأى المشاركون أن تصل إلى القائمين على الفعل الابداعي في العراق، ليتم تحقيقها في الدورة المقبلة ومنها أن يكون المهرجان سنويا وبموعد ثابت من كل عام، وأن يكون دوليا بمشاركة أدباء ومثقفين من بلدان متعددة، وأن تتسع أيام إقامته كما اقترح منظمو المهرجان إقامة مسابقة سنوية مفتوحة تعلن نتائجها بالتزامن مع موعد انطلاقه.