وجدان عبدالعزيز
لا ننسى أن فلسطين بلد عربي أصيل منذ فجر التاريخ، وسكنه العرب المناذرة والغساسنة منذ أقدم العصور، وأن اسم "أورشليم" مأخوذ من لغة العرب الكنعانيين قبل بني إسرائيل، وأن فلسطين كانت مكان ميلاد إسماعيل بن إبراهيم جد العرب الأول، وهما رفعا الكعبة بمكة المكرمة، وان القدس كانت أولى القبلتين وثالث الحرمين منذ بعثة محمد صلى الله عليه وآله، كما أنه ملتقى الإسراء والمعراج نبض القرآن والسنة، ولم يكن أي يهودي في فلسطين قبل عام 1880م، وعلى دول المنطقة ألا يخالجها الوهم ان جرائم بني صهيون تقف عند حدود إعادة احتلال غزّة وضمّ الضفّة واجتياح لبنان، فالصهيونية الحديثة وهي الحركة المنسوبة إلى تيودور هرتزل وهدفها الأساسي الواضح قيادة اليهود إلى حكم العالم، بدءًا بإقامة دولة لهم في فلسطين، ولو ان هذا الطموح بات بعيدا، وقد يكون مستحيلا، لأسباب واقعية صار يدركها كل العالم، ورغم هذا اصبح لزاما عليكم التصدي للعدوان الصهيوني، فلن تجدوا دولةً آمنةً من إجرامه في هذه المنطقة، ولا تتوهموا من خلال الإعلام الغربي وأيضا المحلي بتحويل قضية الإجرام في غزة ولبنان هي حرب طائفية، انما هي تخطيط لتنفيذ خارطة الأطماع الصهيونية، ولهذا أقر المؤرخ الإسرائيلي آلان بابيه أن قادة الصهاينة في القرن العشرين كانوا على دراية تامة بأن تطبيق المشروع الصهيوني سيؤدي حتماً إلى عملية تطهير عرقي وتهجير قسري للسكان الأصليين الفلسطينيين، المهم في الآمر الآن ليس هدف الصهاينة حماس، أو حزب الله، إنما هو تأسيس لتطبيق خارطة الطموح الصهيوني في المنطقة، ومن هنا على ساسة المنطقة التحلي بالشجاعة، لاتخاذ موقف حازم للضغط على إسرائيل، من أجل عدوانها على غزة ولبنان، ونتوقع أن يطول الغضب الشعبي شعبية حكام المنطقة، اذا بقوا في صمتهم المطبق هذا، وعليه لا بد من إلغاء اتفاقيات التطبيع وقطع العلاقات الاقتصادية والسياسية والتجارية، وجميع أشكال التعاون مع الاحتلال، على الأقل تحموا بلدانكم وشعوبكم من إجرام هؤلاء الصهاينة، ولا تنسوا أن الصهيونية تعمل عمل الاستعمار نفسه، فعمليات التطهير العرقي التي ارتكبها الصهاينة ضد السكان الأصليين الفلسطينيين وعمليات بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، كأدلة ثابتة وواضحة على ممارسات الصهيونية الاستعمارية، ولهذا (سلطت صحيفة يديعوت أحرونوت الضوء على عدم وجود استراتيجية محددة لإسرائيل بعد مرور عام على الحرب التي تشنها على غزة، وفي ظل عدوانها على لبنان والاستعدادات لشن هجوم على إيران)، لكن بالمقابل صمود أهل الضفة الغربية، قد يجعل الصهاينة يعيدون حساباتهم، فاذا تكاتفت دول المنطقة بشجب العدوان وإدانة الجرائم الإنسانية في الضفة وجنوب لبنان، وكما اشرنا أعلاه إلغاء اتفاقيات التطبيع وقطع العلاقات الاقتصادية والسياسية والتجارية، وجميع أشكال التعاون مع الاحتلال، قد يفعلون فعلا تاريخيا مهما في الوقوف بوجه هكذا جرائم وأطماع ليس لها حدود، فـ(الحرب الإقليمية قد تبدو مغرية لإسرائيل، وفرصة تاريخية لنتنياهو واليمين المتطرف لتحقيق حلمهم بفرض السيادة الاحتلالية على كل فلسطين، وليس مستبعدًا التفكير بضم أراضٍ عربية أخرى بالقوة العسكرية، تطويرًا لأهداف الحرب، إذا شعر الإسرائيلي أنه ينتصر، والدول العربية شاهد يتحكم فيها القلق من مآلات الحرب وخشيتها من دخول أميركا العظمى بكامل قوتها العسكرية، ما قد يشكّل "سايكس بيكو" إسرائيليًا جديدًا)، بل ونرجح من خلال كشف أهداف كانت طي السرية والكتمان، وأصبحت معروفة الآن ومتاحة مثلا خريطة ارض إسرائيل الكبرى، والتي تشمل الجزء الشمالي من شبه الجزيرة العربية، وهناك خرائط أخرى تضم مكة والمدينة المنورة. وهي تضم أيضا بلاد الشام وغرب الفرات وشبه جزيرة سيناء والجزء الشرقي من نهر النيل، وبعض الخرائط تضم الدلتا المصرية، أو الخريطة التي تظهر على قطعة العملة المعدنية الإسرائيلية من فئة عشرة أجورات، وحقيقة الأمر أهداف اسرائيل أصبحت مكشوفة الآن واضحة أمام العالم جميعا!