قانون تحت الأنقاض

الصفحة الاخيرة 2024/10/17
...




طه جزاع


قيل الكثير من الكلام والأوصاف والعبارات في تلخيص ما يجري من إبادة بشرية على أرض غزة واستمرار الاستهتار الصهيوني غير المسبوق في خرق ما يسمى بـ "قواعد الاشتباك" وضرب كل الأعراف والقوانين والمواثيق والعهود الدولية المعمول بها في حالات الحرب عرض الحائط، على الرغم من الاحتجاجات الدولية وصرخات الرأي العام العالمي، لكن آخرها وأكثرها تعبيراً عن هذه المأساة موقف السياسي الاسباني جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي الذي أعرب عن خشيته من أن يكون القانون الإنساني قد أصبح تحت أنقاض غزة. 

لقد تعمد جيش الكيان الاسرائيلي منذ بدء حربه الهمجية على الشعب الفلسطيني أن يستخدم أبشع الأساليب في قتل المدنيين وحصارهم وتجويعهم، وهدم بيوتهم على رؤوسهم ودفنهم أحياءً تحت أنقاضها في تحدٍ صارخ للعالم الحر بأجمعه المصدوم تجاه هذه الوحشية وروح الانتقام والحقد الذي لم يستثنِ المواليد الجدد والأطفال الذين بلغ عددهم ما يقرب من سبعة 

عشر ألف شهيد كان آخرهم خمسة أطفال خُدّج عُثر عليهم متحللين جزئياً في أحد المستشفيات بعد أن منع جنود 

الاحتلال عائلاتهم من الاقتراب منهم لعدة أيام.

"القانون الإنساني أصبح تحت أنقاض غزة" كما يقول بوريل، والأمين العام 

للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش 

منزعج من أخبار غزة ويدعو إلى الإلتزام بالقانون الإنساني الدولي، وضرورة 

حماية المدنيين، والكيان الصهيوني 

يوسع خرائط جرائمه الوحشية ضدهم من قطاع غزة إلى مدن الضفة الغربية، وصولاً إلى قرى الجنوب اللبناني وبيروت ومدن أخرى قد تصبح شواهد جديدة على أن القانون الإنساني قد أصبح تحت الأنقاض! .