الكيان الصهيوني يواصل ارتكاب مجازره في لبنان

قضايا عربية ودولية 2024/10/17
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 


ارتكب طيران الاحتلال الصهيوني أمس الأربعاء، مجزرة جديدة بقصفه اجتماعًا إداريًا في مبنى بلدية النبطية في جنوب لبنان، والحصيلة الأولية خمسة شهداء والعديد من الجرحى، بينما أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، أن "الرهان اليوم على الدور الفرنسي والقطري والميدان، حيث تسعى باريس والدوحة لصياغة قرار لوقف إطلاق النار"، في وقت انعقدت فيه أمس الأربعاء القمّة الرّوحيّة المسيحيّة - الإسلاميّة الاستثنائيّة، في الصّرح البطريركي في بكركي.

وكثف العدوان الصهيوني من هجماته الجوية الوحشية العنيفة على مختلف مناطق لبنان، وعاود صباح أمس الأربعاء شن غاراته على ضاحية بيروت الجنوبية بعد أربعة أيام من الهدوء النسبي في الضاحية، حيث شنّ الطّيران الصهيوني غارتَين متتاليتَين استهدفتا منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، وارتفعت سحب الدّخان من المكان، وهو الاستهداف الأوّل منذ يوم الجمعة الماضي.

وشنت الطائرات الصهيونية أمس الأربعاء، سلسلة من الغارات استهدفت مناطق مختلفة من جنوب لبنان منها: زبدين والنبطية التحتا والنبطية الفوقا وكفرتبنيت وكفرجوز، بينما صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة بيان أعلن أن غارة العدو الصهيوني على مبنيي بلدية  النبطية واتحاد بلدياتها أمس الأربعاء، أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد خمسة أشخاص، وتستمر أعمال رفع الأنقاض، في وقت قصفت فيه  مدفعية العدو بشكل متواصل على مدار الساعة وبعنف، عيتا الشعب ومركبا وحولا ورب ثلاثين والطيبة ومرتفعات العديسة والخيام وكفرشوبا ومرتفعات شبعا.

بدوره، واصل حزب الله عملياته النوعية، إذ ذكر في بيانات منفصلة،  قصف مدينة صفد المحتلّة بصلية صاروخيّة كبيرة، وكذلك قصف مربضي مدفعيّة ‌‏العدو الصهيوني في دلتون وديشون بصليتين صاروخيّتين، كما استهدف مستعمرة يفتاح بصلية صاروخيّة، وتمكنت وحدات الدفاع الجوي من إسقاط طائرة مسيرة صهيونية ثانية من نوع هرمز 450 وقد شوهدت تحترق في أجواء فلسطين المحتلة.

في الأثناء، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن "الأميركي ما زال يتبنّى الموقف الصهيوني حتى النهاية، على الرغم من لهجة انطوني بلينكن الدبلوماسية"، مضيفًا: "لا تطور في الموقف الأميركي، سواء عبر بلينكن أو هوكشتاين"، وشدد على أن "الرهان اليوم على الدور الفرنسي والقطري والميدان، حيث تسعى باريس والدوحة لصياغة قرار لوقف إطلاق النار".

في السياق، أشار رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى أن "أولويتنا في لبنان هي وقف الحرب، وأجرينا اتصالات موسعة مع الساسة اللبنانيين، وأزمة لبنان الكبرى هي الحرب التي تسببت في نزوح نحو مليون ومئتي ألف لبناني"، وأكد في حديث للتلفزيون القطري، أننا "لا نقبل انطلاق هجمات من قاعدة العديد الأميركية تجاه أي دولة في المنطقة وخارجها".

إلى ذلك، بدأت أمس الأربعاء القمّة الرّوحيّة المسيحيّة - الإسلاميّة الاستثنائيّة، في الصّرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة مختلف رؤساء الطوائف المسيحيّة والإسلاميّة. 

وأكّد البطريرك الراعي، في مستهل القمّة، أنّ "الوطن مجروح في العمق، وكلّنا هنا لمداواة جراحه، والجرح يصيب كلّ واحد منّا. نحن هنا اليوم لعزاء قلوبنا وقلوب شعبنا المصاب بالعمق، بالضّحايا والجرحى والشّهداء والمشرّدين والنّازحين وهدم منازلهم ومتاجرهم وحرق أراضيهم".

وشدّد، على أنّها "مأساة وطنيّة تجتاح الجميع، كلّ شخص وبيت وعائلة"، مشيرًا إلى أنّ "الزّمن اليوم هو زمن تضميد الجراح وإيجاد الحلول. هذا دورنا كرؤساء روحيّين، وينتظره منّا شعبنا، بل هو حقّ شعبنا علينا، نخاطبه ببساطة ومن القلب إلى القلب. هذا دورنا وهذه رسالتنا".

بينما أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب من بكركي، إلى أننا "جئنا آملين منكم موقفا على مستوى هذا الواقع الذي تمارس فيه (إسرائيل) حرب إبادة موصوفة تستهدف كل لبنان بكل ما فيه"، لافتا إلى أن "الأمين العام لحزب الله الشهيد حسن نصر الله قدّم نفسه فداءً للبنان، وأهلنا اضطرّوا إلى النزوح، ونتوجّه بتحيّة إلى الشعب اللبناني بكل طوائفه على فتح أبوابهم لإخوانهم"، ولفت إلى أن "العدوان لا يستهدف فئة بعينها بل الوطن بأكمله شعباً وكياناً وعائلات روحيّة تشكل نقيضاً لهذا الكيان العنصري"، وأكد أننا "نشدّ على أيدي رجال المقاومة الأبطال وندعو إلى بناء دولة حقيقية وقادرة تستطيع القيام بمسؤولياتها الوطنية".