خمس قصص ذات مغزى

ثقافة 2019/06/24
...

 دان وسترن *
ترجمة : أحمد فاضل 
1 - رجل عجوز عاش في القرية
 
لقد  كان  أحد  أكثر  الناس  تعاسة  في  قريتنا،  كان  دائم العبوس ، دائم الشكوى وصاحب  مزاج  سيئ ،  فكلما  طال  أمده  مع تلك التعاسة  ، أصبحت  كلماته وأقواله جافة  فتجنبه الناس ، لأن سوء حظه  أصبح  مُعدياً ،  وكان  من  غير  الطبيعي  أن  نكون سعداء بجانبه  لأنه  دائماً  ما  يخلق  شعوراً  بالتعاسة  في الآخرين ، لكن في  أحد  الأيام  وعند  بلوغه  الثمانين  من العمر ، حدث شيء  لا يصدق  فقد  بدأ  سكان القرية  في  سماع  شائعات  حوله
 تقول :
-  الرجل  المسن  والذي  لم يطرق الفرح بابه يوماً ، أصبح سعيداً اليوم ، لا يشتكي  من  أي  شيء  يبتسم ، وحتى  وجهه  بدأ  أكثر نضارة من ذي قبل  .
تجمع سكان  القرية كلهم ليسألوه:
- ماذا حدث لك ؟
 
أجابهم بفرح :
- لا شيء  ،  ثمانون  عاماً  ،  كنت أطارد السعادة ولم تكن مجدية معي  فقررت أن أعيش بدونها ،  وأن أستمتع بالحياة ، لهذا السبب أنا سعيد الآن . 
المغزى من القصة :
لا تطارد السعادة بل استمتع بحياتك .
 
2 - الرجل الحكيم
 
جاء  الناس إلى رجل حكيم  يشكون من مشاكل يعيشونها في  كل مرة ، فقال  لهم  نكتة  فغص  الجميع  في  الضحك  ، بعد  بضع دقائق  أخبرهم بنفس النكتة فابتسم القليل منهم فقط ، وعندما  قالها للمرة الثالثة لم يعد أحد يضحك .
ابتسم الرجل الحكيم وقال :
 
- لا يمكنكم  أن  تضحكوا  على  نفس  النكتة مراراً وتكراراً ، إذن لماذا تبكون دائماً على نفس المشكلة ؟ 
المغزى من القصة :
القلق لن يحل مشاكلك ، بل سيضيع وقتك وطاقتك .
 
3 -  الحمار الغبي
 
كان  هنالك  بائع  ملح يضع بضاعته تلك  على ظهر حماره ليبيعها في  السوق كل يوم ، في الطريق كان عليهما عبور إحدى القناطر الموضوعة  فوق  النهر  ليصلا  السوق ، لكن في أحد الأيام  سقط الحمار  فجأة  أسفل  مجرى  الماء  الذي  غمر  كيس  الملح الكبير  فذاب عن آخره  ، فشعر الحمار  براحة  وهو  يزيح هذا الثقل عن كاهله ، ثم  بدأ  يمارس  نفس  الخدعة  كل  يوم ، لكن  بائع  الملح  فطن أخيراً  لتلك اللعبة  وقرر إعطاءه درساً لن ينساه .
في  اليوم  التالي وضع  كيساً من القطن على ظهر الحمار الذي لم ينتبه  له  والذي كان كل  همه التخلص من الحمولة ، فرمى بنفسه في  الترعة  على  أمل أن تصبح الحمولة  أخف وزناً ، لكن القطن المبلل  أصبح  ثقيلاً  للغاية  وعانى الحمار ما عانى ولم تعد للحيلة  مكانة  لها عنده  ، ومنذ  ذلك الوقت والبائع  يشعر بسعادة كبيرة  .
المغزى من القصة :
الحظ لن يفيد دائماً .
 
4 - أفضل صديق
 
يُحكى أن اثنين من الأصدقاء  كانا  يمشيان في الصحراء وخلال تلك  الرحلة  تعرض  أحدهم  إلى  صفعة  على وجهه من صديقه الاخر دون أن يعرف لماذا وكيف صفعه ؟ ، فكتب على الرمال :
- صفعني أعز صديق لي اليوم في وجهي . 
استمر  الاثنان  في  المشي  حتى  وجدا  واحة فقررا الاستحمام  ، لكن  الشخص الذي تعرض للصفع علق في الترعة وشارف على الغرق ،  فأنقذه  صديقه  ،  وبعد  تعافيه  كتب  على  الحجر :
- اليوم أنقذ أعز صديق لي حياتي .
سأله الصديق الذي صفعه وأنقذه بنفس الوقت : 
- بعد  أن  صفعتك  كتبت  ذلك على الرمال ،  والآن  تكتب  على الحجر ، لماذا ؟ .
فأجابه : 
- عندما يؤلمنا شخص ما ، علينا أن نكتبه على الرمال حيث يمكن لرياح  الغفران  أن  تمحوها ،  ولكن  عندما يقوم شخص ما بعمل جيد  بالنسبة  لنا ، يجب أن ننقشها على الحجر حيث لا يمكن لأي ريح أن تمحوها . 
المغزى من القصة :
لا تُقدر الأشياء التي لديك في حياتك ، لكن قَدر قيمة من سيكون له مساحة جديدة  في حياتك .
 
5 - اثنان من الأصدقاء مع  دب
 
كان  فيجاي وراجو صديقين وأثناء عطلتهما المدرسية  ذهبا سيراً على  الأقدام  إلى  إحدى  الغابات القريبة من قريتهما  للتمتع بجمال الطبيعة ،  وفجأة  شاهدا  دباً  قادماً  نحوهما  فأصابهما  الذعر ،  راجو الذي كان يعرف كل شيء عن تسلق الأشجار ، ركض إلى شجرة وصعد إليها بسرعة ولم يفكر بصديقه فيجاي الذي  لم تكن لديه أية فكرة عن كيفية تسلق الأشجار ، لكنه سمع من والده  أن الحيوانات لا تفضل  الجثث  ، لذلك  سقط  على  الأرض  وامتنع عن التنفس ، ولما اقترب منه الدب معتقداً  أنه ميت تركه بعد أن تحسسه بأنفه 
فلما زال الخطر عنهما قال  راجو لفيجاي : 
- وجدت الدب يقترب منك ثم يشمك ويهمس في أذنيك ، ترى ماذا قال لك ؟
أجاب فيجاي :
- لقد طلب مني الدب الابتعاد عن الأصدقاء مثلك .
وذهب مبتعداً عنه .
المغزى من القصة :
الصديق وقت الضيق .