بيروت: جبار عودة الخطاط

تزامناً مع وصول الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت وإعلانه أنه لن يخوض في "تعديلات" القرار الأممي 1701 بل في كيفية تطبيقه، طالب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط الذي وصل إلى بيروت أمس الاثنين بانسحاب القوات الصهيونية من جميع الأراضي اللبنانية وإيقاف العدوان بشكل فوري، بينما كثَّف الطيران الصهيوني غاراته ليل الأحد وفجر أمس الاثنين على بلدات وقرى جنوب لبنان والبقاع.
وقال هوكشتاين في تصريح له بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري،: إنه "حزين للمآسي التي يعاني منها الشعب اللبناني"، وأضاف: "لم نتمكن من احتواء الصراع في لبنان بالرغم من زياراتي المتكررة ونبهتُ قبل أشهر حول ضرورة حل الأمور وإنهاء الصراع القائم بين لبنان و(الكيان الصهيوني) لكن الأوضاع خرجت عن السيطرة".
وشدد على أن "التزام الجانبين بالقرار 1701 ليس كافياً وربط مصير لبنان بصراعات أخرى ليس في مصلحة الشعب اللبناني"، مؤكداً أن "واشنطن تريد وقف هذا النزاع وتعمل مع الدولة اللبنانية وحكومة (إسرائيل) لتحقيق ذلك"، وتابع :"المجتمع الدولي وواشنطن ملتزمون بإعادة بناء لبنان، والجيش اللبناني بإمكانه حماية لبنان وحدوده وموانئه"، وقال: "لن أخوض محادثات حول تعديل القرار 1701 وإنما كيفية تطبيقه والمجتمع الدولي يجب أن يُسهم بدعم لبنان".
بدوره، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عقب لقائه بري في عين التينة ببيروت، "ضرورة التوصل لوقف إطلاق النار وانسحاب الكيان الصهيوني من أي أرض لبنانية وتنفيذ القرار 1701"، وأضاف "أكدت على ضرورة العمل بأسرع وقت على انتخاب رئيس للجمهورية، لأن الرئيس التوافقي سيؤدي إلى استعادة الدولة اللبنانية لهيبتها ويعيد لبنان لممارسة دوره العربي والإقليمي".
رئيس للحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، أفاد بأن "حزب الله وافق على القرار 1701"، مؤكداً أننا "نتمسك بالقرار 1701 لأنه يعطينا الاستقرار". وأشار في حديث تلفازي إلى أن "اتفاق الطائف ركيزتنا للاستقرار". وشدد على أن "الحل الدبلوماسي لا يزال على الطاولة"، ورأى أن "لا بد من إدخال الجيش اللبناني إلى جنوب الليطاني، وعلينا أن نوفر الدماء والدمار وننفذ القرار 1701 في لبنان". إلى ذلك، أفادت وزارة الخارجية الأميركية، بأن "الوزير انتوني بلينكن توجه إلى (إسرائيل) ودول أخرى بالمنطقة لبحث أهمية إنهاء الحرب، كما سيناقش الحاجة إلى التوصل إلى حل دبلوماسي، ولفتت إلى أن "بلينكن سيناقش خطط ما بعد الحرب بغزة وسيؤكد على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية".
ميدانياً، أعلن الإعلام الحربي في حزب الله، استهداف تجمع لجنود العدو الصهيوني في الأطراف الشرقية لبلدة مركبا بصلية صاروخية كبيرة، كما أعلن استهداف ثكنة كيلع في الجولان السوري المحتل بصلية صاروخية، وأفادت مواقع خبرية عبرية بدوي صفارات الإنذار في مناطق واسعة من الجليل بالأراضي المحتلة بعد استهدافها من حزب الله بمجموعة كبيرة من الصواريخ، وأعلن الحزب تنفيذه لـ9 عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال وتجمعاته ليل الأحد موقعاً إصابات محققة بجنود وضباط العدو بين قتيل وجريح، كما أعلن إسقاط مسيرة صهيونية من نوع "هرمز 900".
في المقابل، واصلت الغارات الصهيونية العنيفة صب نيرانها على مختلف المناطق اللبنانية في جنوب لبنان والبقاع فضلاً عن ضاحية بيروت الجنوبية التي عاود طيران الاحتلال غاراته عليها منذ يومين بعد أن صرح رئيس الحكومة ميقاتي بوصول تطمينات أميركية لبيروت بتحييد أجواء العاصمة اللبنانية عن القصف الصهيوني، وقد وصل عدد الغارات المعادية على الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت ليل الأحد / الاثنين إلى أكثر من 10 غارات، إحداها كانت قريبة من مطار رفيق الحريري في بيروت، بينما أفادت المعلومات بوقوع 6 شهداء و8 جرحى في الغارة الصهيونية على حي النبي انعام في بعلبك.
وشن الطيران المعادي سلسلة غارات استهدفت بلدة كفرحونة ومرتفعات الجبور قرب ميدون في البقاع الغربي، وفي جنوب لبنان، تواصل القصف المدفعي الصهيوني منذ السّادسة من صباح أمس الاثنين قصفه على بلدة الخيام فيما شنَّ الطيران المسيّر غارة على معمل تجميع جفت الزيتون في بلدة أنصار، وبالإضافة إلى أنّ غارات استهدفت عدة بلدات، شنَّ الطيران المعادي في وقت سابق غارات على فروع مؤسّسة "القرض الحسن" في عدة مناطق. من جانبها، نعت قيادة الجيش اللبناني، عسكريين استشهدا استهداف العدو الصهيوني لآليّة عسكريّة في منطقة عين إبل.