كتب رئيس التحرير:
جاء المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت ومعه ما أسماه كثيرون "الفرصة الأخيرة"، لكنْ يبدو أنَّ ما يُثقل حقيبة الرجل ليس سوى ملفّ مليء بإملاءات الكيان الصهيونيّ أرادها أنْ تكون شروط منتصر في حرب لا شروط مفاوض يخوض حرباً لم تنتهِ.
عبارة "الفرصة الأخيرة" كرَّرها رئيس مجلس النوّاب اللبناني نبيه برّي هو الآخر، وباعتباره مفوَّضاً من قبل حزب الله فهو يُمثل لبنان الرسمي ولبنان المقاوم معاً، ولهذا فإنه استبق زيارة هوكشتاين بتصريح صحفيّ مليء بالتحدّي قال فيه إنّنا لن نستمع لإملاءات وشروط الكيان، وإنّهم جرَّبوا صلابتنا سابقاً، وذكّرهم باجتياح سابق حين وصلتْ مدرّعات الكيان إلى بيته هو شخصياً ولمْ يجعله ذلك يتراجع عن مواقفه.
برّي الذي يُشار إليه منذ عقود بأنه مهندس للتوافقات السياسيَّة، لمْ يُغلق الباب تماماً فقد قال بعد اللقاء إنه جيّد لكنَّ العبرة بالنتائج. مع أنَّ أحداً لا يُمكنه ضمان نتائج عمليَّة تفاوضيَّة يشترط فيها طرف أنْ يكون له حقّ استباحة أرض وسماء الطرف الآخر متى ما شاء ذلك. وبرغم انعدام ثقة العالم بقدرة الكيان على التفاوض الجدّي بعد رؤية "مفاوضاته" مع حماس التي انتهتْ باغتيال قائديها، إلّا أنَّ من لا يملك إلا الأمل مضطرٌ إلى أنْ يأمل كثيراً.
زيارة المبعوث الأميركي وُصفتْ من قبل محللين لبنانيين بأنها "حركة بلا بركة" لشعورهم باليأس من المفاوض ومن الراعي في آن واحد. وأجدى منها, وأكثر نفعاً أنْ يكون هناك حراك إقليميّ تُسهم فيه دول المنطقة لإنقاذ لبنان والمنطقة. وهو مشروع كان العراق السبّاق في الدعوة إليه والتعويل عليه.