لميعة عباس عمارة لصيقة الذاكرة

الصفحة الاخيرة 2024/10/23
...

زيد الحلي 




في السابع من أيلول سنة 2012 نشرتُ مقالا بعنوان"لميعة عباس عمارة تطلّق الشعر وأدعياؤه يتكاثرون " في 

أعقاب إعلان الشاعرة، إنها طلقت الشعر، وطلقها الشعر بعد زواج جمعهما دام سبعة عقود ونيف.. تساءلت فيه : هل خمد بركان 

الشعر عند لميعة بلمح البصر؟ وهل حقاً ضاق الشعر بها، وضاقت هي بالشعر لتعلن بجرأة نادرة قرارها في التقاعد،وهي في قمة وهجها 

الشعري وحضورها البهي في خارطة الشعر.

لميعة التي عندما اقرأ لها، فأنني أجد في شعرها روح المتنبي، وموسيقى البحتري، وتصوير ابن الرومي وصوفية المعري، وجرأة نزار قباني.. فكيف غادر طير الشعر عشها، ولم ترغب أن تنظم صوراً شعريّة تعتقد إنها لا تضيف إلى اسمها شيئاً..  القرار الشجاع للشاعرة، يؤكد أن كتابة الشعر ونظمه هو فعل المبدعين، وليس فعل الهامشيين، إنها مسؤولية كبيرة لا يقدر على حملها ضعاف الرؤى، فمن يكون الثاني بمستوى هذه الجرأة، وينسحب من الساحة الشعريَّة ممهوراً بماء الوجه، بدل أن يتلقى سهام النقد المميتة الظاهرة والمخفية؟

بين مدة وأخرى، أقرأ كلمات يقول كتابها إنها" شعر" فأضع يدي،على قلبي المسكين، خوفا من شيوع جنس شعري هجين، يكون رديفاً لمثلنا الشعبي"ضاع الخيط والعصفور" فآمل من هؤلاء  أن يعلنوا الانسحاب التام تاركين فسحة النشر والحضور إلى مواهب شبابية جديدة، فيريحون ويستريحون.

رحم الله لميعتنا.