حسين ثغب
عادة يبحث المريض عن العلاج المناسب لدى طبيب محترف ويمتلك أدوات التشخيص الدقيق التي تمكنه من الوقوف عند المشكلة الصحيَّة “العلة”، وهذا أسلوبٌ دارجٌ وتجدُ ملايين البشر يتجاوزون المحن الصحيَّة ومنها المعقدة، بعد تناول العلاج الناجع الذي يصفه أفضل الأطباء.
في العراق بات لدينا مرضٌ مزمنٌ أرهق العائلة، بل جعل العلاقة بين المواطن وفصل الصيف أسوأ ما يكون، والسبب المرض الذي يعانيه قطاع الكهرباء في البلد والذي بات مزمناً، رغم حجم الإنفاق الكبير وبساطة المرض، إلا أنَّ المعاناة حجمها كبيرٌ وتؤثر في جميع مفاصل الحياة.
حين نبحث في مشكلة قطاع الكهرباء لا نجدها معقدة ومستعصية، لا سيما مع وجود أكبر أطباء المعمورة في العراق ولديهم أعمالٌ في مختلف المحافظات، وهنا نقصد عملاقي صناعة الطاقة الكهربائيَّة “جنرال الكترك” و”سيمنس” اللذين يملكان حلولاً حقيقيَّة يمكن أنْ تعود بقطاع الكهرباء الى أفضل حالاته.
ويتبادر الى الأذهان سؤالٌ مفاده، لماذا نعاني نقصاً في إنتاج الطاقة الكهربائيَّة في ظل تواجد جنرال الكترك وسيمنز؟
وهنا نقف عند احتمالية أنْ يكون التنافس بين عملاقي هذه الصناعة أثر سلباً في واقع الأداء ولم يعالج هذه المشكلة التي لا يتطلب حلها وقتاً طويلاً، في ظل امتلاك هذه الشركات التكنولوجيا التي تساعد على إنتاج الطاقة، وبالاعتماد على أنواع عدة من الوقود، وألا يحصر العمل في وقود معين يكون مبرراً لتلكؤ الإنتاج.
هناك حلولٌ عديدة يمكن أنْ تكون مفتاحَ تطوير قطاع الإنتاج الكهربائي، إذ يمكن لوزارة الكهرباء أن تبدأ بخلق حالة من التنافس بين الشركات الكبرى وتوزيع مهام الإنتاج في مناطق العراق، وهنا يأتي دور إثبات الوجود ومدى القدرة على تحقيق النجاح ضمن الموقع المحدد للشركة وتوفير الطاقة بالأسعار الدولية للكيلواط.
لا يعقل أنَّ دولة أو مدينة تتواجد في ميدان عملها إحدى الشركتين أعلاه تعاني مشكلة في الكهرباء، وإذا حدث الأمر فإنَّ هناك خللاً ما يجب أنْ يعالج، لأنَّ ليس من المعقول أنْ تقف هاتان الشركتان عاجزتين عن حل مشكلة الكهرباء في العراق الذي يملك جميع مقومات حل مشكلة نقص إنتاج الطاقة الكهربائيَّة.
الجميع بات يطالبُ بالإفادة من تجارب إقليميَّة ودوليَّة في هذا المجال، وأنْ يكون التجهيز بأسعار مقبولة وذاتها التي تعتمد في دول قريبة كأن تكون مصر على سبيل المثال.
نأمل أنْ تقدم كلتا الشركتين الحلول السريعة وليس وعوداً، إذ يرغب الجميع أنْ يلمس تحسناً في أداء منظومة الطاقة الكهربائيَّة، وهذا أمرٌ ليس مستحيلاً، بل هو ممكنٌ ويسيرٌ لشركات كبرى، قادرة على إنتاج طاقة كهربائيَّة لبيتنا الكبير العراق.