بغداد: عماد الإمارة
اقترحت مختصتان في الشأن الاقتصادي وضع خارطة للاستثمار الصناعي وتحقيق تنمية زراعية مستدامة كخطوات رئيسية لمعالجة الاختلالات الاقتصادية في العراق، وذلك بهدف تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على الاقتصاد الريعي.
المختصة في الشأن الاقتصادي الدكتورة وفاء المهداوي، أكدت لـ"الصباح" على ضرورة وضع خارطة واضحة للاستثمار الصناعي في العراق، حيث يتم تحديد الفرص الاستثمارية الصناعية المتاحة في المحافظات، وذلك بالتزامن مع تحسين البنى التحتية وانشاء مناطق صناعية جديدة تستقطب الاستثمار. وشددت على أهمية توجيه الاستثمارات نحو المحافظات التي تعاني من معدلات بطالة وفقر مرتفعة، من خلال التنسيق بين المؤسسات التعليمية والمشاريع الصناعية.
أضافت المهداوي أن تحفيز الاستثمار يتطلب تقديم امتيازات إضافية للمستثمرين، واعتماد الحوافز لتشجيع الابتكار في الصناعات الوطنية، خصوصًا في تصنيع المواد الأولية الوطنية بدلاً من الاعتماد على الاستيراد. ولفتت إلى أهمية دعم القطاع المصرفي من خلال تقديم قروض صناعية ميسرة تساهم في تمويل المشاريع الصناعية.
فيما ركزت المختصة في الشأن الاقتصادي الدكتورة سليمة هاشم على أهمية تحقيق تنمية زراعية مستدامة لاستغلال الموارد الزراعية بشكل أمثل.
وأوضحت في حديثها مع "الصباح" أن هذا يتطلب توزيع الاستثمارات الزراعية بشكل عادل بين المحافظات وفقًا للميزات النسبية لكل منطقة، مع تسهيل الإجراءات المتعلقة بتخصيص الأراضي التي تُعد من أبرز المعوقات أمام تنفيذ المشاريع الزراعية.
وأكدت هاشم ضرورة دعم مراكز البحوث الزراعية في المحافظات وتوفير التمويلات اللازمة لها، مع تشجيع القطاع الخاص على المشاركة في تطوير هذه المراكز. بالإضافة إلى ذلك، دعت إلى تحسين إدارة الموارد المائية من خلال تبطين قنوات الري وتقليل الضائعات المائية، واستخدام الأنابيب في المشاريع الجديدة لضمان استدامة الموارد.
ويصنف العراق كاقتصاد ريعي يعتمد بشكل أساسي على النفط، مما يجعله عرضة للتقلبات العالمية في أسعار الطاقة، كما أن الاعتماد على مصدر دخل واحد يضعف مرونة الاقتصاد ويجعله غير قادر على مواجهة الأزمات أو تحقيق
النمو المستدام.