سفينة بريكس

الصفحة الاخيرة 2024/10/28
...

عبد الهادي مهودر

نحن بنو البشر الذين نشاهد مقاطع الموت والإبادة كل يوم ونحتار أيهما أقسى وأشد، نبلي بلاءً حسناً في توجيه الدعوات إلى وقف إطلاق النار في فلسطين ولبنان لكننا لانفعل شيئاً يؤدي إلى إيقافها على الفور غير الدعوات والدعاء والإدانة، فتصدر البيانات الختامية وتذهب مع الريح، وكان آخرها دعوة أعضاء مؤتمر بريكس الذين لو فعلوا شيئا على الأرض لأوجدوا نظاماً عالمياً جديداً ولغيّروا وجه الحياة، ومنذ قمتها الأولى التأسيسية عام 2009 بين زعماء روسيا والصين والبرازيل والهند، وهي تدعو حتى أصبح عدد الداعين 36 دولة في مؤتمر قازان الأخير، ولبريكس الكثير من الأهداف الاقتصادية والتنموية والقليل من التطلعات السياسية أو كثير من الانطباع..قليل من النقد، كعنوان زميلنا زيد الحلي لكتابه الأخير، وغير خافياً طبيعة العلاقة الامريكية المتوترة مع مؤسسي بريكس الذين شكلت الأحرف الأولى من أسماء دولهم عنوانا لهذا التجمع، فهم من الخندق الذي تسميه واشنطن (محور الشر) لكنه منفتح على (محور الخير والنعمة) وطلبت وانضمت إليه دول عديدة منها الإمارات والسعودية والكويت  ومصر والجزائر والمغرب وفلسطين وإندونيسيا ونيجيريا وإيران وكازاخستان، مايجعل من خليط بريكس (عصير كوكتيل) وتجمعاً للمحورين في سفينة واحدة لكن دون سياسة واحدة ووجهة واضحة ومقصد محدد لمسار السفينة، غير أن قمة بريكس 2024 نجحت بما فشل به الغرب في عزل روسيا بوتين، وهو المستفيد الأكبر من هذه القمة، وما مشهد حمله لفئة من عملة بريكس إلا لإغاضة العم سام وبقية الأعمام، على طريقة (حضّر عمامك فصلنا مليار) وبعملة بريكس وليس بالدولار.