وانا اتابع فيلم “مراتي مدير عام” للفنانة شادية والفنان صلاح ذو الفقار اثارتني فكرة الفيلم والتي تتحدث عن المرأة القوية وتبوأها منصب مدير عام في دائرة زوجها ونظرة موظفيها لها ولزوجها وتسميته زوج الست ، قصة الفيلم باختصار تحكي عن التقولات التي تطال المرأة تلك الكائن الضعيف الذي لا حول له ولا قوة في نظر الكثيرين عند وصولها الى منصب كان حكراً طوال عقود على الرجل لكن عند اكتشافهم اصرارها على النجاح وقوة شخصيتها وقدرتها على اداء مهامها الوظيفية بدقة واتقان غيروا النظرة واصبحوا اكثر انتاجا ورغبة في التطور في عملهم.
تكاد تكون اغلب البلاد العربية تنظر نظرة استصغار تجاه اي امرأة تمتلك شخصية قوية طموح قادرة على تحقيق اهدافها ، ورغم التطور العمراني الذي طال تلك الدول لكنهم مازالوا يؤمنون ان المرأة مكانها البيت وتربية الاولاد ، لكن غاب عن بال الكثيرين منهم ان من تربي وتنشئ اجيالا كاملة تتمتع بالقدرة العقلية والجسدية لبناء امم ومجتمعات بأكملها هي انسانة لا تقارن بمخلوق اخر، ودليلنا هنا هي المرأة العراقية، وما تحملته طوال سنوات كثيرة العدد كبيرة الالم، سنوات طوال وهي تقاسي الامرين: غياب الزوج نتيجة الحروب المتعاقبة من دون هوادة والقيام بدور الاب والام معا من تربية وتوفير كل ما يحتاجه الابناء من متطلبات الحياة وانتظار عودة شريكها والذي قد يعود لها جثة مشوهة في يوم ما، ولعل اغلبنا يعرف كيف ان اغلب النساء اصبحت بين ليلة وضحاها ارامل لا معيل لها لكنها رغم ذلك لم تـُـكسر او تهزم بل نهضت ولملمت جراحاتها لتعمل وتربي
وتكون.
لنعرج على بعض اقوال المشاهير والفلاسفة عن المرأة، الرسول (ص) في حديث شريف (فاطمة أم ابيها)، و يقول شكسبير”المرأة كوكب يستنير به الرجل ومن غيرها يبيت الرجل في الظلام”، لكنني اقول من غيرها يبيت المجتمع بأكمله في الظلام فهي الشمعة التي تنير طريق اسرتها ومجتمعها، الفيلسوف... المرأة وحدها. . هي التي علمتني ما هي المرأة، وهنالك جملة رائعة فعلا للفيلسوف ليدي بيرد تمثل المرأة ورقتها. . رديارد كبلنج بريئة هي قوية ما زال يتراقص الأمل في عينيها رغم أن الحياة دائما تعاندها والأنثى القوية لا تكسر بسهولة وإذا كسرت فاعلم أن حدثا جللا ألم بها ولكنها كالخيل تعود للركض والقفز من جديد ، فمهما عصف بالأنثى من اعاصير وعواصف فحتماً ستجد طريقة للنهوض والعودة بقوة لتكملة ما بدأته وفي المقابل هنالك قول للفيلسوف توما الأكويني يعبر فيه عن تشوهات عقلية ألمت به وهو يصور المرأة بإنسان ناقص التكوين وكائن عَرَضيّ ،اذا كانت كائن عرضي ممكن الاستغناء عنه فكيف سيكون الحال؟ ، اتصوره كالصحراء القاحلة الحارقة ، خالية شاحبة ، لا مكان للحياة فيه ، وان وجدت فيه فإنها ستكون بيئة لحيوانات سامة قاتلة همها غرس سمومها وامتصاص دماء ضحاياها.