كتب رئيس التحرير:
عامانِ مرّا على تشكيل حكومة السيّد محمّد شياع السودانيّ. وبالعودة إلى البرنامج الذي أطلقتْه في أيامها الأولى نجد أنَّ الأعمَّ الأوفر من فقراتها قد نُفّذ أو هو قيد التنفيذ.
ففي جنبة الخدمات كانتْ المشاريع التي يراها المواطن عياناً ويتلمَّس أهميّتها في تيسير شؤون حياته هي الأبرز، وأوضحها مشاريع الطرق والجسور. تكفي الإشارة هنا إلى أنَّ مجموع الطرق التي أُنشئتْ أو تمَّتْ صيانتها بلغ آلاف الكيلومترات تتوزع بين طرق داخليَّة سريعة وأخرى داخليَّة.
قطاع الإسكان الذي لم يكنْ يُلاقي اهتماماً يستحقّه في ما مضى أصبح خلال هذين العامين نشطاً فقد جرى بناء آلاف الوحدات السكنية، وفي قطاعات حيويَّة أخرى كالتربية والصحَّة تطالعنا البيانات عن بناء وصيانة وتأهيل(1500) مدرسة و(85) مستشفى وأكثر من (250) مركزاً صحياً.
الحديث نفسه يصدق على الطاقة والزراعة والرياضة وسائر القطاعات الأخرى، لكنَّ أبرز ما تحقّق يمكن رؤيته في الاستقرار والتوازن السياسيّ العراقيّ الذي تزامن مع عاصفة هوجاء ضربتْ المنطقة بعد "طوفان الأقصى" وسلسلة الإبادات الجماعيَّة التي ارتكبها الكيان الصهيوني والمخاطر التي شكّلها وما زال على أمن الإقليم.
في ظرفٍ ملتبسٍ بالغ الخطورة كهذا، تمكّنت الحكومة من انتهاج سياسة حفظتْ للدولة توازنها وأسهمتْ في جعل العراق نقطة التقاء لكلِّ القوى الرامية إلى وقف العدوان وإحلال السلام. مدّة عامينِ تبدو قصيرةً زمناً لكنها ستغدو أكبر إذا كانت ملأى بالإنجازات وإيفاء الوعود.