بيروت: جبار عودة الخطاط
يتحرك المسار السياسي بإيقاع بطيء يوصف بـ"السلحفاتي"؛ إزاء الوتيرة الصاروخية للإشتباك العسكري العنيف على حدود لبنان الجنوبية مع فلسطين المحتلة، فمن المنتظر إستئناف مسعى الموفد الأميركي آموس هوكشتاين جهده السياسي؛ وهذه المرة بالاشتراك مع المستشار الرئاسي بريت ماكغورك، في "تل أبيب" اليوم الخميس للبحث في مخرج لإنهاء الحرب بين حزب الله والجيش الصهيوني.
يأتي هذا الحراك من قبل هوكشتاين وماكغورك في وقت تتصاعد فيه وتائر الحرب العنيفة بشقيها الجوي حيث يواصل جيش الإحتلال غاراته الشديدة ضد المواقع اللبنانية يقابلها عمليات حزب الله باستهداف المواقع العسكرية في العمق الصهيوني، أو البري حيث يحاول الجيش الصهيوني إختراق دفاعات حزب الله في جنوب لبنان ولكن دون جدوى، حيث يتموضع مقاتلو الحزب بالمرصاد لمحاولات التقدم الصهيونية لتكون في مرمى أسلحتهم المتحفزة.
في السياق، أقرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بعجز حشود الجيش الصهيوني عن تحقيق أهدافها في جنوب لبنان بقولها: "هناك خمس فرق ولواء احتياط بعديدها فشلت خلال أربعة أسابيع عن احتلال قرية واحدة في جنوب لبنان، وهو 3 أضعاف العدد الذي شارك في حرب تموز 2006". وهو اعتراف ببسالة وقوة وقدرة ابطال حزب الله في في الدفاع عن الاراضي اللبنانية.
في موازاة ذلك، أفادت إذاعة الجيش الصهيوني، عن دفعة صاروخية استثنائية اطلقت من لبنان وتسببت بتفعيل صفارات الإنذار بمناطق شمال "تل أبيب"، وذكرت "الجبهة الداخلية الصهيونية"، أن "صفارات الإنذار دوّت في عشرات البلدات بخليج حيفا ووسط الجليل بعد رصد إطلاق صواريخ"، بينما أعلن جيش الاحتلال اعتراض ثلاث طائرات مسيّرة أطلقت من لبنان، كما أشار جيش الاحتلال، إلى "انفجار صاروخ باليستي من طراز أرض - أرض أطلق من لبنان وتسبب في تفعيل صفارات الإنذار". وكانت بلدية نهاريا قد أعلنت في وقت سابق عن "سماع دوي انفجار شمال المدينة وإصابة بأحد المصانع دون تفعيل صفارات الإنذار".
على الجانب الآخر، واصل حزب الله عملياته النوعية أمس الأربعاء، مستهدفًا مواقع العدو حيث أعلن الحزب استهداف تجمع لجنود العدو في منطقة العمرا جنوبي بلدة الخيام بصليتين صاروخيتين، كما تم استهداف تجمع آخر في منطقة اليعقوصة عند أطراف بلدة الخيام بصلية صاروخية.
سياسياً، حيث تبدو الحركة الدولية خجولة جدًا في مواكبة المعارك الساخنة على جبهتيها لبنان وغزة، أفاد موقع "أكسيوس" بأن "مسشتارَي الرئيس الأميركي جو بايدن، آموس هوكشتاين وبريت ماكغورك، سيزوران "تل أبيب" اليوم الخميس في مسعى لإيجاد حل سلمي من شأنه إنهاء الحرب في لبنان، ولفت مسؤولون غربيون، إلى أنه "يمكن التوصل لاتفاق ينهي القتال بين الكيان الصهيوني وحزب الله في غضون أسابيع".
إلى ذلك، كشف وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية وليد فياض، في تصريح تلفازي، انه بحسب التقديرات الأولية، بلغ حجم خسائر العدوان الصهيوني على لبنان في قطاع الكهرباء والطاقة والمياه نحو 480 مليون دولار، موزعة كالآتي: 320 مليون دولار خسائر في قطاع الطاقة ونحو 160 مليون دولار في قطاع المياه.
وأكد، أن "هناك تنسيقاً يومياً مع شركة كهرباء لبنان لضمان استمرار تقديم الخدمات في مناطق النزوح والمناطق التي لا يزال المواطنون يقيمون فيها رغم العدوان"، وأشار إلى أن "لبنان يحظى بدعم من العراق في قطاع الطاقة، اذ يتم التنسيق مع الحكومة العراقية والمسؤولين عن الملف اللبناني. وتعمل الحكومة على تمديد الاتفاقية مع العراق، التي تقضي بتزويد لبنان بزيت الوقود الثقيل، ويأمل لبنان في تمديد الاتفاقية لسنة إضافية على الأقل وزيادة الكمية إلى مليوني طن".