د. بشار عليوي
لأول مرة في تاريخ المسرح العراقي، يُشارك هذا المسرح بعروضهِ وفنانيهِ في مهرجانات مسرحية دولية رسمية داخل جمهورية الصين الشعبية، وهذا يعود الى التعاون الوثيق الذي يربط المسرحيين الصينيين مع نظرائهم من العراقيين، اذ تكللَ هذا التعاون عبرَ تسجيل مشاركة عروض المسرح العراقي داخل الصين والتي ستكون من خلال فعاليات "مهرجان شانغهاي الدولي للفنون المسرحية التقليدية، الدورة 23" في مدينة شانغهاي الصينية للفترة من 8 الى 14 تشرين الثاني، نوفمبر 2024، وكذلك المشاركة في "مهرجان داليانغشان الدولي للمسرح، الدورة16" في مدينة شيتشانغ الصينية للايام من 8 الى 11 تشرين الثاني 2024 ومن ثم المشاركة في "مهرجان شانغهاي الدولي للفنون المسرحية التقليدية، الدورة 23" يوم 12 تشرين الثاني 2024 في مدينة شانغهاي وهذهِ تحصل لأول مرة في تاريخ المسرح العراقي، اذ سيتم في كِلا المهرجانين تقديم العرض الأدائي العراقي "رحلة عراقية" تأليف د. بشار عليوي، أخراج محمد مؤيد، أداء محمد مؤيد وضرغام البياتي، كما سيُقدم الدكتور بشار عليوي في كلا المهرجانين محاضرة عن "المسرح العراقي المعاصر" بُغية تعريف جميع المُشاركين بنتاج المسرح العراقي وجهود المسرحيين العراقيين في عموم أرجاء العراق ضمن "مشروع التبادل الثقافي المسرحي الصيني -العربي" (طريق الحرير)، وبحضور عشرات المسرحيين من حول العالم، وضمن فعاليات كِلا المهرجانين سيتم أيضاً توقيع وتوزيع دليل "المسرح العراقي في الصين" على جميع المشاركين، والدليل أعدهُ د. بشار عليوي وبثلاث لغات هي العربية والصينية والإنكليزية ويتضمن شرحًا مُسهبًا عن طبيعة المشاركة العراقية هذهِ وتفاصيلها فضلاً عن تعريف وافي عن مشهدية المسرح العراقي المُعاصر، وهذا يعود كُله الى الحضور المسرحي العراقي الأول داخل الصين الذي تحقق عبرَ مُشاركة المخرج والناقد المسرحي العراقي د. بشار عليوي في فعاليات "مهرجان يوم المسرح العالمي" في مدينة لانغفانغ الصينية للفترة من 24 - 29 آذار ، مارس 2024 بدعوةٍ رسمية من الهيئة الدولية للمسرح I.T.I ومكتب الهيئة في شانغهاي وكذلك جمعية المسرح الصيني.
و"رحلة عراقية" هوَ عرض أدائي يعتمد نسق الكوريكرافيا بُغية توصيل خطاب العرض الى جمهور المهرجانين والجمهور الصيني بالدرجة الأساس وهوَ يتحدث عن تأريخ العراق من خلال إبراز الفنون التراثية العراقية عبرَ فنون الحضارات العراقية القديمة وهي حضارات سومر، أكد، بابل، آشور بوساطة ممثلين اثنين يقومان بأداء الفنون التقليدية العراقية من خلال الحديث عن تأريخ العراق القديم والحديث وما مر به العراق من أحداث عديدة وحروب، ويتحدث أيضاً عن هذه الفنون العراقية وصولاً الى التاريخ الحديث للعراق، العرض هوَ دعوة للسلام.. الى الحب.. الى الحياة.. الى إحياء الفنون التقليدية العراقية، تماشياً مع شعار المهرجان وبغية تعريف الجمهور بالفنون العراقية.
وقدم مهرجان شنغهاي الدولي الثالث والعشرون للجمهور 57 عرضًا مسرحيًا وأكثر من 168 عرضًا بمشاركة عراقية بارزة عبرَ عرض "رحلة عراقية"، بما في ذلك الحفلات الموسيقية والأوبرا والرقص والدراما، وأكثر من 90 بالمئة من العروض. وأطلق مهرجان الفنون هذا العام في الفترة من 18 تشرين الأول، ويستمر لغاية 17 تشرين الثاني، 2024، واجتمع فنانون مشهورون وفرق من 36 دولة ومنطقة. وسيُسدل الستار على المهرجان في 18 تشرين الثاني 2024 في ساحة شنغهاي الثقافية بعرض الدراما الراقصة "الزرقاء بعد المطر" التي يقدمها مسرح شنغهاي للرقص، وهي دراما راقصة مقتبسة من قصة حياة الشاعرة لي تشينغ تشاو من أسرة سونغ.، وختام المهرجان سيكون عبارة عن حفل موسيقي تقدمه أوركسترا ميونيخ الفيلهارمونية تحت قيادة القائد الروسي توغان سوخييف في قاعة جاكوار شنغهاي السيمفونية في 17 تشرين الثاني. بانضمام عازف البيانو الصيني تشانغ هاو تشن، والمايسترو العالمي الشهير فاليري جيرجيف وأندريس نيلسون وأوركسترا فيينا الفيلهارمونية، وفرقة باليه مارينسكي وفرقة البولشوي للباليه في مسرح شنغهاي الكبير.
وعن الدراما الراقصة "لم شمل الواحة" شارك الراقص الصيني الموهوب هو شين يوان، والرقصة سحر على مسرح مركز شنغهاي الدولي للرقص، ووفي مجال الدراما، قدم مسرح بكين للفنون الشعبية خمسة أعمال، بما في ذلك عمله المميز "بيت الشاي"، إلى شنغهاي. كما وعادت مسرحيتا "الندم الأبدي" و"الأزهار" باللهجة الشانغهاية خلال المهرجان، ويعتبر سكان شنغهاي الذهاب إلى المسارح والمعارض وحضور المعارض خيارًا لأسلوب حياتهم. وبالمقارنة مع المدن الصينية الأخرى، يمكن إثبات نضج شنغهاي في السوق الفنية من خلال جودة جمهورها واستهلاكهم للفن.