بغداد: محمد إسماعيل
قالت الفنانة العراقية المغتربة في هولندا بيدر البصري: حاولت تطويع أنماط الغناء العراقي، مع الأوركسترا السمفونية.. الغربية؛ فاستهجن الأكاديميون، حتى والدي.. رحمه الله، اعتبرها مجازفة محفوفة باحتمال الفشل، لكن وفر لي شقيقي رعد خلف، فرقة خشابة، ونجحت بدمجها.. مكس.. مع الأوركسترا، ونجحنا بنسق نغمي أحبه حتى من اعترضوا عليه.
وأشارت بيدر إلى أنها لم ترث أوبريت "بيادر خير" موضحة: لأن أمي شوقية العطار وأبي حميد البصري وعمو فؤاد سالم؛ صنعوه للشعب؛ لذلك هو ملك العراقيين أكثر مما هو ملكنا أنا وإخوتي الثلاثة، مضيفة: وتلك وصية بابا.. رحمه الله، التي تؤكد عليها ماما الآن: أنتم تتعاملون مع أوبريت "بيادر خير" كما لو كنتم من عامة الشعب، لا خصوصية لكم على الناس التي حملته سلاماً جمهورياً شعبياً.
ولفتت إلى أن والداها حرصا على تربيتها وفق التقاليد البصراوية، ولم يدعاها تتقمص شخصية البنت الهولندية، حيث أقاما مستقرين في هذا البلد، مفيدة: حتى في سوريا واليمن، كانا يشددان وما زالت أمي، على أنني بصراوية ولا بد أن يكون العراق مستقراً لي.
ونوهت الفنانة البصري: أوصاني الوالد أن ما اكتسبته من دراسة أكاديمية في جامعات الدول المتقدمة والخبرة المتراكمة من العمل الميداني في تلك الدول.. موسيقياً، أقدمه عطاءً غير مشروط لوطني الأم.. العراق، وها أنا أبحث عن وسيلة لاستقر في العراق تنفيذاً للوصية وقناعة مني بأنه مجتمع وبلد يستحق التفاني أولاً لأن ناسه أصلاء.. كرماء ذواقون، ولأنه بلدي الذي تشكل فيه والداي، ناقلين الفضل لي، فلا أكتفي بحفل أقيمه في العراق عائدة الى بلد الإقامة هولندا، إنما بعد انفراج 9 نيسان 2003 لم يعد للمغترب عذراً بالتخلي عن وطنه، مهما كانت المغريات، حتى بالنسبة لجيلي الذي تشكل وعيه على مجتمعات أخرى، لكن الدم والنبض والعقل والتنشئة الوطنية التي ربانا أهلنا عليها، جعلتنا عراقيين من بعيد، وعندما نقترب يتفجر حنين موروث، كامن في ذواتنا، معلنة: سجلت أغنية "حلم" في مصر، واستعد لاثنتي عشرة أغنية، سجلت منها ثماني في هولندا وسأكمل الأربع الباقيات حال تفرغي من مجموعة الالتزامات بين حفلاتي في أوروبا والقاهرة والعراق.