بيروت: جبار عودة الخطاط
في مسعى تعويضي عن عجزها عن التوغل في جنوب لبنان عمدت القوات الصهيونية إلى نسف وحرق المناطق اللبنانية المتاخمة للحدود بعد أن ثبت لها بأن مسألة التوغل ليست نزهة، وتستمر الحرب بوتائر متصاعدة عنيفة؛ حيث استبعدت مصادر لبنانية تأثير الانتخابات الأميركية التي تجري اليوم الثلاثاء على مجريات الحرب الطاحنة.
ويرى مراقبون بأن لبنان لا يمتلك الكثير من أوراق الضغط التي يمكن أن يدفعها بوجه "تل أبيب" لكبح جماح عدوانها سياسياً ودفعها للرضوخ لإرادة الحل السلمي؛ سوى الصمود الكبير لدى حزب الله في جنوب لبنان ومقدرته المذهلة على ردِّ موجات التوغل البرية الصهيونية؛ التي فشلت في تحقيق أهدافها فلجأت إلى أسلوب "الأرض المحروقة" بنسف وإحراق المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية الفلسطينية.
في وقت، تشهد فيه مساعي إيقاف الحرب حالة مستحكمة من الجمود وانسداد الأفق، جرَّاء الموقف المتصلب من قبل رئيس حكومة الحرب الصهيونية نتنياهو الذي زار منطقة الشمال، وشدد على أهدافه بإبعاد حزب الله إلى ما وراء الليطاني، وكانت المفارقة إلغاء رحلته لمنطقة المطلة الحدودية بعد استهدافها بمسيرة من قبل حزب الله تزامنت مع رحلة رئيس حكومة الحرب الصهيونية.
ونقلت القناة 12 العبرية عن مصدر سياسي، أنه "من الممكن التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في لبنان في غضون أسبوعين"، وافادت نقلاً عن مسؤول، أنه "يعتقد في تل أبيب أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومرشحي الرئاسة يريدون إنهاء الحرب بجبهة الشمال".
وكانت قد أشارت هيئة البثِّ العبرية نقلاً عن مصدر مطلع، إلى أن "الهجوم الإيراني المرتقب لن يؤثر في المحادثات للتوصل إلى تسوية في لبنان"، واستبعدت مصادر لبنانية تأثير الانتخابات الأميركية التي تجري اليوم الثلاثاء على مجريات الحرب الطاحنة لاعتبارات عديدة، كما أن الرئيس المنتخب لا يستلم مقاليد إدارة البيت الأبيض إلا بعد حوالي أربعة أشهر من تأريخ الانتخابات.
في الأثناء، واصل الطيران الحربي الصهيوني عدوانه على مختلف المناطق اللبنانية، حيث شنّ غارة على المنطقة الواقعة بين بلدتي يارين والجبين في قضاء صور، كما واصلت فرق الدفاع المدني، البحث عن مفقودين بين الركام وأنقاض المبنى المستهدف في بلدة البازورية في وقت سابق، وتسببت الغارة المعادية التي استهدفت بلدة عربصاليم قضاء النبطية ليل أمس الأول الأحد بارتقاء ثلاثة شهداء.
في المقابل، تسود مناطق الجليل في شمال الكيان الغاصب أجواء الهلع والقلق الشديد جرَّاء انهمار صواريخ حزب الله، وقد دوَّت صفارات الإنذار بعد إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه المواقع الصهيونية في الجليل، وأعلن حزب الله في بيان له أمس الاثنين، استهداف مدينة صفد المحتلّة بصلية صاروخيّة كبيرة، كما استهدف الحزب منطقة الكريوت شمال مدينة حيفا بصلية من الصواريخ النوعية، كذلك قال الحزب إن مقاتليه قصفوا وحدة المراقبة الجوية بقاعدة ميرون برشقة صاروخية، واستهدفوا بدفعات من الصواريخ مستوطنات (شاعل وحتسور ودلتون وإييليت هشاحر)، بعد إنذار وجهه الحزب لإخلاء مستوطنات شمال الأراضي المحتلة، بينما أفادت مصادر صهيونية بأنه تم إطلاق أكثر من 60 صاروخاً من لبنان تجاه مستعمرات ومناطق الشمال.