بغداد: حيدر العذاري
حددت أمانة بغداد، العاشر من تشرين الثاني، موعداً جديداً للاحتفال بيوم بغداد بدلاً من منتصف الشهر ذاته من كل عام، وأعدت برنامجا مميزا لاستذكار الأدباء والمفكرين والمشاهير الذين رفعوا اسم العراق عاليا في المحافل الدولية بهذه المناسبة.وقال سكرتير اللجنة التحضيرية للاحتفاء بيوم بغداد عادل العرداوي لـ "الصباح": إن الأمانة تحتفل منذ العام 1987 بيوم بغداد، لما تمتلكه من إرث حضاري وتاريخي ومعرفي.وأشار إلى تقريب موعد احتفالية هذا العام إلى العاشر من تشرين الثاني ولغاية الثامن عشر من الشهر نفسه، بدلا من الموعد القديم في الخامس عشر من تشرين الثاني، لتزامنه مع موعد التعداد العام للسكان في 20 تشرين الثاني.
وأضاف العرداوي أن الهدف من الاحتفاء بيوم بغداد يكمن برسم لوحة فنية متكاملة عن تاريخ العاصمة القديمة، بفرشاة ثقافية مطرزة بنكهة حاراتها وأزقتها العتيدة ومكتباتها العلمية والمعرفية، واستذكار العقود الماضية وأبرز المحطات والمواقف والأحداث التي رافقت العاصمة من خلال مبانيها القديمة التي احتفظت بالعلوم والمعرفة.وبين أن مبنى (متصرفية لواء بغداد) الواقع في نهاية شارع المتنبي، سيحتضن الاحتفال لتعريف الأجيال بمكانة العاصمة وأهميتها التاريخية والثقافية والعلمية، إضافة إلى رسم صورة مصغرة لبغداد القديمة من خلال استذكار الأدباء والمفكرين والمشاهير الذين رفعوا اسم العراق عاليا في المحافل الدولية، والتذكير بكل ما هو قديم منذ تأسيس العاصمة عام 145 هجرية.وأوضح أن الاحتفاء سيشمل حزمة من الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية، أبرزها سباق رياضي في متنزه الزوراء، إضافة إلى مهرجان يقام لأول مرة للطيور والحيوانات الأليفة، فضلا عن مشاهد بغداد القديمة بثوب عصري، يتضمن أبرز المأكولات والمشروبات التي كانت سائدة، إضافة إلى الأزياء الفلكلورية القديمة، علاوة على استعراض لأبرز المهن والحرف، بالتنسيق مع جهات عدة لإنجاح هذه الفعالية التي ستشهد تكريم عدد من المثقفين والأدباء المشاهير بمختلف المجالات، لاسيما الذين أثروا المشهد البغدادي بعطائهم على الصعيد المحلي والدولي. وتابع العرداوي، أن مدينة بغداد بناها الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بأربعة أبواب، هي باب خراسان، وباب الشام، وباب الكوفة، وباب البصرة، وتكمن أهميتها في توافر المياه وتناقص أخطار الفيضانات، مما أدى بدوره إلى اتساع رقعة المدينة وزيادة نفوذها، إلى جانب سهولة اتصالها عبر نهر دجلة.وأطلق على عاصمة بلاد وادي الرافدين عدة تسميات، منها مدينة السلام والمدينة المدورة والزوراء ومدينة الخلفاء، وكانت من أهم مراكز العلم في العالم، وملتقى للعلماء والدارسين لعدة قرون من الزمن.وتزخر العاصمة بالكثير من المعالم التاريخية والحضارية، أهمها مقاما الإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد في الكاظمية، وجامع أبي حنيفة النعمان في الأعظمية والمدرسة المستنصرية والقصور الأثرية والمتحف العراقي، إضافة إلى متحف تعرض فيه الآثار المختلفة من جواهر وعملات وهياكل بشرية وتماثيل من عصور ما قبل التاريخ.