بغداد/ النجف الأشرف: الصباح
استقبل العراقيون (مواطنين، مسؤولين، سياسيين) يوم أمس الاثنين، توصيات المرجع الديني الأعلى السيّد علي السيستاني، الخاصَّة بأوضاع البلد، بالترحيب والفرح، لأنها صدرتْ عن هذه الشيبة المباركة، رجل السلام، وصمّام الأمان.
نعم، كانتْ كلّ كلمةٍ ذكرها تحت مجهر التحليل، والتركيز، حتى وصفتْها أغلب القوى السياسيَّة بخارطة الطريق أو وثيقة مبادئ.
فقد استقبل السيّد السيستاني أمس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها في العراق (يونامي) محمّد الحسان والوفد المرافق له.
وقد قدَّم الحسان للمرجع الأعلى شرحاً موجزاً بشأن مهامّ البعثة الدوليَّة والدور الذي تروم القيام به في المدَّة المقبلة، وفي المقابل رحَّب السيّد السيستاني بحضور الأمم المتحدة في العراق وتمنّى لبعثتها التوفيق في القيام بمهامّها.
وأشار، بحسب بيانٍ صادرٍ عن مكتبه تلقته "الصباح"، إلى التحديات الكبيرة التي يواجهها العراق في الوقت الحاضر، وما يعانيه شعبه على أكثر من صعيد.
وقال: "ينبغي للعراقيين- ولا سيما النخب الواعية- أنْ يأخذوا العِبر من التجارب التي مرّوا بها ويبذلوا قصارى جهدهم في تجاوز إخفاقاتها ويعملوا بجدّ في سبيل تحقيق مستقبلٍ أفضل لبلدهم ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والرقي والازدهار"، مؤكّداً أنَّ "ذلك لا يتسنّى من دون إعداد خططٍ علميَّةٍ وعمليَّة لإدارة البلد اعتماداً على مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسنّم مواقع المسؤوليَّة، ومنع التدخّلات الخارجيَّة بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد على جميع المستويات، ولكن يبدو أنَّ أمام العراقيين مساراً طويلاً إلى أنْ يصلوا إلى تحقيق ذلك، أعانهم الله عليه".
وفي ما يخصّ الأوضاع الملتهبة في المنطقة، فقد عبَّر المرجع السيستاني عن "عميق تألّمه للمأساة المستمرَّة في لبنان وغزّة وبالغ أسفه لعجز المجتمع الدولي ومؤسَّساته عن فرض حلولٍ ناجعة لإيقافها أو في الحدِّ الأدنى تحييد المدنيين من مآسي العدوانيَّة الشرسة التي يمارسها الكيان الإسرائيلي".
وأعلنتْ قوى سياسيَّة عدَّة أمس الاثنين، دعمها توجيهات السيّد السيستاني، داعية إلى اعتمادها وثيقة مبادئ.