د. عدنان لفتة
كيف نُقنع الآخرين أنَّ كرتنا ورياضتنا تطوَّرتا وقطعتا أشواطاً نحو العلياء، وممثلنا الشرطة يتعرَّض إلى إذلالٍ كبير، في مباراته مع الأهلي السعودي ويخرج خاسراً بخمسة أهدافٍ مقابل هدفٍ واحدٍ؟!
كيف نقول للآخرين إنَّ العراق يملك القوّة والشراسة لمقارعة أيِّ منافسٍ مهما كانت مكانته وسطوته وفريقنا الفائز بدورينا المحلّي لثلاث مرات متتالية يتكبَّد خسارته الخماسيَّة الثانية أمام فريقٍ سعودي بعد الخماسيَّة التي تجرَّعها أمام الهلال؟!
هل يُصدِّق المتابعون أنَّ الشرطة صاحب الزخم والمعنويات العالية والروح التي لا تعرف اليأس يظهر مستسلماً، متواضعاً، ضعيفاً بلا روحٍ أو صلابةٍ، في شوطه الثاني أمام الأهلي اهتزّت شباكه مع الرأفة بثلاثة أهدافٍ بعد شوطٍ أول متكافئ خسرناه في الوقت بدل الضائع بهدف البرازيلي نجم ليفربول السابق فيرمينيو ونحن الذين لم نمنح المنافسين أيَّ فرصةٍ للانفراد بالسيطرة، إذ كان ردّنا عليه بهدف التعادل الذي جاء بإمضاء سجّاد جاسم وتمكّن حارسنا أحمد باسل من الوقوف بوجه النجم الأفريقي الصلب كيسيه فمنعه من تسجيل ركلة جزاء!!
نعم نعترف أنَّ الفوارق الفنيَّة على صعيد الأسماء اللامعة الخبيرة في صفوف الأهلي تُرجِّح كفّته وهو يملك فيرمينيو وكيسيه ومحرز والإسباني غابري فيغا لكننا كنا نُمنّي النفس بأنْ نقدِّم أنفسنا، نعبِّر عن ذاتنا، نخسر نعم فهذا أمر طبيعي ولكن ليس بهذه النتيجة المؤلمة والقاسية التي جعلت الشرطة في المركز العاشر آسيوياً بمجموعة غرب آسيا من بين (12) نادياً!!
هل من المعقول أنْ نتعرَّض لجروح بالغةٍ في مباراة تحدَّث عنها المدرِّب ولاعبوه أنهم سيقدّمون فيها كلَّ جهودهم لأجل نتيجةٍ إيجابيَّة وأنهم يملكون كلَّ القوة والطموحات للتفوّق على الفريق السعودي، لقد أدخل الشرطة عوامل الشكّ والخوف والقلق في أنفسنا بهزائمه الفادحة آسيوياً وعروضه المخيِّبة للآمال، في وقتٍ نقول إنَّ كرتنا تطوَّرتْ ومنتخبنا بات من أصحاب المراكز الأولى في آسيا، تخذلنا نتائج الشرطة والأمل ألّا تنعكس على أحوال منتخبنا الوطني الذي تنتظره تصفيات كأس العالم ونريده فيها ملهماً ورافعاً لمعنوياتنا وناشراً للسعادة والأمل.