القاهرة- إسراء خليفة
أقام الفنان العراقي وضاح مهدي، معرضاً شخصياً على قاعة جالري "آزاد" في القاهرة بعنوان "فتيات بلون الورد".. وقال وضاح مهدي لـ"الصباح": مررت في حياتي بمراحل من الطفولة لغاية الآن بظروف متقلبة، تركت في ذاكرتي صوراً و أحداثاً وحالاتٍ مختلفةً فيها ماهو جميل ورائع وفيها ما هو سيئ وأغلب الفنانين يتأثرون بما مروا به من أحداث سيئة .
لكن في حالتي اخترت ما هو ممتع في حياتي من صور جميلة ممرت بها وهذا ماعكسته في لوحاتي ومعرضي الشخصي الأول في القاهرة وكنت في مراحل رسم اللوحات أقاوم الذاكرة السيئة للأحداث؛ لأنها صعبة جدا على أي عراقي عاش الحروب والانفجارات والقتل وغيرها ولكني تغلبت ورسمت الممتع والجميل في حياتي، وهذا ما يلاحظ في الألوان الزاهية والمفرحة،
وهي مجموعة صور عالقة على ذاكرتي، مؤكداً ضم المعرض ثلاثين لوحة بأحجام مختلفة صغيرة وكبيرة، بعضها جلبتها
معي من العراق والآخر رسمته هنا في القاهرة.
وأضاف اشتغل بالأكرلك ولكن أدمج معه ألواناً متنوعة، واستخدم الكولاج، وهو ورق شفاف هادئ لتخرج اللوحة التي ترونها الآن.
ولفت الفنان زياد غازي، إلى أنّ الفنانين العراقيين لهم شغل ومنطقة خاصة فيها فرح وبهجة، مبيناً أنه سعيد بهذا المعرض الذي يعتبر تجربة مهمة قدمها وضاح مهدي، وهي غنية وثرية فيها حس و تعبير نابع من قصص حياة مرسومة، فيها الحلم الذي عاشه.
وكتب الفنان المصري ياسر سلطان "الأعمال التي يقدمها الفنان العراقي وضاح مهدي تفتح لنا نافذة على مشهد غامر باللون، وهو لون عتيق وشفاف ومتفاوت في حضوره وكثافته.. في هذه اللوحات تطالعنا وجوه طفولية لنساء وفتيات يغزلن بهدوء تفاصيل المشهد بخيوط من البهجة قد تتعارض هذه البهجة اللونية مع مشاعر طافية من الأسى تغلف المشاهد المتخيلة لهؤلاء النساء والفتيات غير أن هذا المزيج من البهجة والأسى هو ما يُضفي على أعمال وضاح مهدي طابعها الخاص. تطالعنا هنا أماكن حيادية لمشاهد إنسانيّة مألوفة، شخصيات ساكنة تستدفئ ببعضها البعض، وأخرى منغمسة في نشاطها اليومي المعتاد كأنها تمارس طقساً بدائياً؛ هي شخصيات يسكنها الأسى لكنها تكتسي دائماً بلون الورد".