العالم يترقب اسم الرئيس الأميركي الـ47
بغداد: متابعة محمد الأنصاري
يترقب العالم خلال الساعات القليلة المقبلة، إعلان النتائج الأوليَّة في الانتخابات الأميركية لتحديد اسم الرئيس الـ47 بين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، فيما تشير آخر معطيات وأرقام الولايات التي بدأت بث نتائج الاقتراع بعد منتصف ليلة أمس (ساعة إعداد هذا التقرير بتوقيت بغداد) إلى تقارب أرقام المرشحين، في حين أكد مراقبون أنَّ 7 ولايات وصفت بـ"المتأرجحة" بين الديمقراطيين والجمهوريين وعلى رأسها بنسلفانيا ستكون هي الحاسمة بوصول أحد المرشحين إلى البيت الأبيض وما يضمن فوزه بـ270 أو أكثر من أصوات "المجمع الانتخابي" المطلوبة للفوز بالسباق الرئاسي، وسط مخاوف حقيقية من اندلاع أحداث عنف ترافق إعلان النتائج.
أرقام وحقائق
وتوافد ملايين الأميركيين أمس الثلاثاء، على مراكز الاقتراع في مختلف الولايات المتحدة الأميركية لاختيار رئيسهم الـ47، حيث تغلق آخر مراكز الاقتراع في أقصى مدن الساحل الغربي (في تمام الساعة 9 من صباح اليوم الأربعاء بتوقيت العاصمة بغداد)، ويحق لـ230 مليون أميركي المشاركة في الانتخابات، بينما يبلغ المسجّلون منهم 160 مليون شخص يحق لهم التصويت، وصوّت أكثر من 70 مليوناً منهم في الاقتراع المبكر طيلة الأسابيع الماضية في الانتخابات التي تعد الأكثر استقطاباً وتنافسية في التاريخ الأميركي، وتسمح نصف الولايات الـ50 للناخبين بالتسجيل في نفس يوم الانتخابات (أمس الثلاثاء).
ومع تجاوز الوقت الساعة الخامسة صباحاً بقليل أمس الثلاثاء (الواحدة ظهراً بتوقيت بغداد)، فتحت مراكز الاقتراع بالساحل الشرقي في الولايات المتحدة في ولاية فيرمونت أبوابها، وكان مركز الاقتراع في بلدة "ديكسفيل نوتش" الصغيرة في نيوهامبشير الأول الذي يفتح أبوابه أمام الناخبين.
وفي هذا السياق، قالت وكالة "أسوشيتد برس" إنَّ عدد من صوتوا مبكراً في انتخابات هذا العام يتجاوز نصف إجمالي الناخبين بانتخابات 2020.
وإضافة للانتخابات الرئاسية، صوّت الناخبون أيضاً لاختيار 34 عضواً بمجلس الشيوخ الأميركي (من أصل 100) وجميع أعضاء مجلس النواب الأميركي البالغ عددهم 438 عضواً. وبالإضافة إلى ذلك، جرت انتخابات حاكم الولاية في 11 ولاية ومنطقتين (بورتوريكو وساموا
الأميركية).
ومهما تكن هوية الفائز، فإنَّ النتيجة غير مسبوقة، فإما أن ينتخب الأميركيون للمرة الأولى امرأة (هاريس)، أو مرشحاً مداناً في قضايا جنائية ومستهدفاً بملاحقات قضائية عدة أدخلت ولايته الأولى بين العامين 2017 و2021 البلاد والعالم في سلسلة متواصلة من التقلبات والهزات (ترامب).
وأظهرت آخر استطلاعات الرأي تعادلا شبه تام بين المرشحين في الولايات الحاسمة التي ستمنح المرشحة الديمقراطية أو المرشح الجمهوري في هذا الاقتراع غير المباشر، عدداً كافياً من الناخبين الكبار لتحقيق عتبة 270 ناخباً كبيراً من أصل 538 الضرورية للفوز.
ترامب يستعد للنصر
وأدلى المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية والرئيس السابق دونالد ترامب بصوته في ولاية فلوريدا مساء أمس الثلاثاء، وقال إنه يتوقع "نصراً كبيراً"، وقال ترامب للصحفيين عقب إدلائه بصوته رفقة زوجته في مركز اقتراع بمدينة بالم بيتش: "أداؤنا جيد في كل مكان، وقد أندم على هذا القول لكني واثق من الفوز".
وأوضح أنه سيعترف بخسارته إذا كانت الانتخابات "نزيهة"، دون أن يخوض في التفاصيل. وتابع قائلاً: "أعتقد أنَّ الانتخابات نزيهة حتى الآن"، ورأى الرئيس السابق أنَّ معسكره يتقدم بشكل كبير، وأنَّ هذا واضح من المشاركة الواسعة للجمهوريين في التصويت، مؤكداً على وجه الخصوص أنَّ الأداء جيد في الولايات المتأرجحة، وتابع قائلا: "يجب أن تظهر نتائج الانتخابات بشكل مبكر الليلة (صباح اليوم الأربعاء بتوقيت منطقة الشرق الأوسط)"، معرباً عن اعتقاده بأنه سيحقق نصراً كبيراً.
وفي ما يتعلق بمخاوف الأميركيين من اندلاع أعمال عنف عقب الانتخابات، قال المرشح الجمهوري: إنَّ "مؤيدينا ليسوا عنيفين، وأعتقد أنه لن تحدث أي أعمال عنف من جانبهم".
تقاليد هاريس
في المقابل، قالت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس إنها ستتناول العشاء مع عائلتها في تقليد لا يمكنها تفويته قبل انتظار ظهور نتائج الانتخابات.
وقضت هاريس يومها (أمس الثلاثاء) في حشد الناخبين في الولايات المتأرجحة من خلال مقابلات إذاعية، وقالت خلال مقابلة مع لاري ريتشر ببرنامجه الذي يبث من بيتسبرغ: "سأكون في جامعتي، جامعة هاورد." وأضافت: "وقبل ذلك، لدي تقليد لتناول العشاء مع عائلتي، لذا سنقوم بذلك. هناك الكثير من عائلتي يقيمون معنا. وخلال اليوم، سأكون مشغولة بالتحدث مع الناس وتذكيرهم بالخروج للتصويت."
وشجعت هاريس الناخبين في بيتسبرغ على الذهاب إلى مراكز الاقتراع، قائلة: "أود أن أحث الجميع على تذكر أنه في ديمقراطيتنا، يحق للناس أن يقرروا، وصوتكم هو قوتكم".
تحذيرات الادعاء العام
في غضون ذلك، حث المدعون العامون في 47 ولاية وثلاثة أقاليم أميركية السكان على التزام السلمية و"إدانة أي أعمال عنف مرتبطة بالنتائج" بصورة استباقية. ووقع على البيان، الذي صدر أمس الثلاثاء، رؤساء الادعاء في جميع الولايات الأميركية ما عدا إنديانا ومونتانا وتكساس. كما وقع على البيان مدعون عامون من واشنطن العاصمة والأقاليم ساموا الأميركية وجزر ماريانا الشمالية وجزر فيرجن الأميركية. وكتبوا: "ندعو كل أميركي إلى التصويت والمشاركة في نقاش مجتمعي، وقبل كل شيء، احترام نزاهة العملية الديمقراطية. لا مكان للعنف في العملية الديمقراطية، وسنمارس سلطتنا لإنفاذ القانون ضد أي أعمال غير قانونية تهددها".
مخاوف من العنف
وما زالت المخاوف من العنف الانتخابي قائمة بعد مرور ما يقرب من أربع سنوات على أعمال الشغب التي شنها أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب في مبنى الكابيتول الأميركي في محاولة لوقف المصادقة على الانتخابات. وشهد السباق نحو البيت الأبيض أحداثاً غير مسبوقة، حيث تعرض ترامب لمحاولتي اغتيال، وانسحب الرئيس جو بايدن بشكل مفاجئ، مما فسح المجال أمام نائبته هاريس للدخول في المنافسة. ومع ذلك، يبقى من الصعب التكهن بنتيجة الانتخابات حتى بعد إنفاق مليارات الدولارات خلال شهور من الحملات الانتخابية المحمومة.
وألمحت حملة ترامب إلى إمكانية إعلانه عن "النصر" في نهاية يوم الانتخابات (صباح اليوم الأربعاء بتوقيت الشرق الأوسط)، حتى لو لم يتم إكمال فرز ملايين الأصوات، كما فعل قبل أربعة أعوام. وقد صرح الرئيس السابق مرارًا بأنَّ أي هزيمة يتعرض لها لن تكون إلا نتيجة لتزوير واسع النطاق، مكرراً بذلك الادعاءات التي أطلقها في عام 2020.
نتائج غير حاسمة
ومن المتوقع أنَّ النتائج النهائية التي تحسم الفائز لن تُعلن قبل أيام، خصوصًا إذا كان الفارق بين الأصوات ضئيلاً في الولايات المحورية. وفي حال فوز هاريس، ستصبح أول امرأة وأول أميركية ملونة من أصول جنوب آسيوية وجامايكية تصل إلى كرسي الرئاسة، بينما ترامب، الذي يبلغ من العمر 78 عامًا، قد يصبح أول رئيس يفوز بولايتين غير متعاقبتين منذ أكثر من 100 عام، رغم كونه الرئيس السابق الذي شهد أول مساءلة قضائية مرتين لرئيس في المنصب.
كما أظهرت استطلاعات الرأي في الأيام الأخيرة تقارب المرشحين بشدة في سبع ولايات "متأرجحة"، مثل أريزونا وجورجيا وميشيغان ونيفادا ونورث كارولينا وبنسلفانيا وويسكونسن. وأظهرت نتائج استطلاع أجرته "رويترز/ إبسوس" تفوق هاريس بين النساء بنحو 12 نقطة مئوية، بينما حقق ترامب تقدمًا بسبع نقاط مئوية بين الرجال.
وبشأن نتائج الانتخابات، أوضحت التقارير التي بثتها الوكالات الأجنبية، أنه مع الفارق الزمني الذي يفصل بين الولايات الأميركية الـ50 والذي يبلغ أكثر من 6 ساعات، فإنَّ عدّ الأصوات يبدأ من ولايات الساحل الشرقي في قرابة (الساعة الرابعة فجر اليوم الأربعاء بتوقيت بغداد)، ليستمر تدريجياً إلى الولايات الوسطى وحتى ولايات الساحل الغربي وأبرزها كاليفورنيا ذات الـ54 صوتاً ضمن 538 صوتاً في المجمع الانتخابي، حيث يتوقع أن تبدأ ببث النتائج (بعد الساعة العاشرة صباح اليوم الأربعاء بتوقيت العاصمة بغداد).
الولايات المتأرجحة
ومن المتوقع أن تكون 7 ولايات "متأرجحة" أساسية في تحديد نتيجة السباق الرئاسي، وتشمل هذه الولايات الرئيسة: بنسلفانيا (19 صوتاً انتخابياً)، وكارولينا الشمالية (16)، وجورجيا (16)، وميشيغان (15)، وأريزونا (11)، وويسكونسن (10)، ونيفادا (6)، بإجمالي 93 صوتاً للهيئة الانتخابية. ويحتاج المرشح إلى 270 صوتاً على الأقل من أصل 538 صوتاً انتخابياً للفوز في الانتخابات، وسينتهي الاقتراع في هذه الولايات ويبدأ بعده بث النتائج (قرابة الساعة السادسة من صباح اليوم الأربعاء بتوقيت بغداد).
ومن المحتمل أن تأتي بعض النتائج الأولى من جورجيا، حيث يتطلب قانون الولاية فرز جميع الأصوات المبكرة والإبلاغ عنها بحلول الساعة الثامنة مساء بالتوقيت الشرقي (الرابعة فجر اليوم الأربعاء بتوقيت بغداد) ليلة الانتخابات.
وفي عام 2020، كانت ولاية نيفادا بطيئة، ولم يتم إعلان نتائج الولاية إلا بعد 5 أيام من يوم الانتخابات. منذ ذلك الحين، تغيرت القواعد، ومن المتوقع أن تتحرك العملية بشكل أسرع هذه المرة. ومع ذلك، ربما لا تكون النتائج معروفة ليلة الانتخابات. وتسمح الولاية بالاقتراع بالبريد المتأخر، لذلك قد يستغرق الأمر أياماً حتى نعرف النتائج النهائية.
ولم يكن لدى ولاية بنسلفانيا، إحدى أهم ولايات ساحة المعركة، فائز واضح في عام 2020 لمدة 4 أيام بعد يوم الانتخابات. هذه الولاية هي واحدة من الولايات القليلة التي لا تسمح للعاملين في الانتخابات بالبدء في فرز بطاقات الاقتراع بالبريد حتى يوم الانتخابات، مما يعني أنه من المحتمل أن يستغرق الأمر عدة أيام قبل معرفة النتائج.
أما في ميشيغان فقد يكون العد أسرع مما كان عليه في الانتخابات السابقة، لأنه يسمح الآن للمسؤولين بالبدء في فرز بطاقات الاقتراع بالبريد قبل يوم الانتخابات، لكن ليس لدينا وقت واضح حتى الآن لموعد إعلان نتائج الولاية.
إلى ذلك، اتّهمت وكالات استخباراتية أميركية جهات بالانخراط "بنشاط" في نشر معلومات مضلّلة في الولايات "المتأرجحة" ذات التأثير الأهم في حسم السباق الانتخابي بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.