عمـــار ســـاطع
من بين الأسماء التدريبيَّة التي حققت الكثير من النجاحات، بعد مواسم عدة من الظهور المميّز في الملاعب، ﻻعباً، يقف المدرِّب الكفء شاكر محمود حمزة في المقدِّمة دائماً بعد نحو (28) عاماً من العمل مع عديد الفرق وصولا إلى الملاكات التدريبيَّة للمنتخبات الوطنيَّة، وبعد اعتزاله اللعب رسمياً في العام (1997) وتوجّهه إلى ميدان التدريب، كانت التجربة الفتيَّة اأولى مع نادي الشرطة في الموسم (1999 - 2000) والعمل ضمن الملاك التدريبي بقيادة المدرِّب الراحل أحمد راضي، قبل أن تتعدد اتجاهاته وتتوالى مع فرق محليَّة عديدة هي كارة وبيرس ودهوك والجيش والكهرباء والسماوة والسليمانيَّة والرمادي والنفط والطلبة والقوة الجويَّة والمنتخب الوطني.
المستوى الفني متذبذب!
وقال المدرَّب شاكر محمود: إنَّ المستوى الفنّي لفرق دوري نجوم العراق بعد مضيّ سبع جولاتٍ تقريباً من عُمرهِ، لا يزال دون مستوى الطموح ويمكن القول إنَّ الدوري في بداياته والشكل الفني العام لم نشاهدْ فيه درجة المتعة الفعليَّة والإثارة التي يبحث عنها المتابعون.
وأضاف أنه للأسف حتى فرق الأندية الجماهيريَّة لم تُظهر كلَّ ما لديها من طموحاتٍ فنيَّة، وأنَّ أداء ﻻعبيها متذبذب للغاية، مستغرباً.. ربما أنَّ الكلام على الحالة البدنيَّة للاعبين والجرعات التدريبيَّة وتحضيراتهم بالجانبين الفني وقبله البدني قد يكون غير صحيح.. وربما ﻻ تؤهِّلهم لخوض غمار مسابقة بمستوى دوري المحترفين.؟
وأوضح أن ذلك أيضاً انسحب على اللاعبين المحترفين الذين يُفترض أنهم قادمون للارتقاء بواقع الدوري الفني وإضافة شيء إيجابي مع فرقهم التي يمثلونها.
وزاد، أتمنّى أنْ يكون المحترفون قوَّةً فعليَّة ضاربة مع فرقهم مثلما أتمنّى أنْ نشاهد جميعنا مستويات متصاعدةً وأداءً يصل لمرحلة النجوميَّة واﻻحترافيَّة وأن يقولوا كلمتهم لإسعاد جماهيرهم التواقة لمستويات متفوِّقة وانتصاراتٍ على صعيد النتائج وارتقاءٍ من حيث الأداء.
فرق المحافظات قادمة!
وبشأن ما إذا كانت الفرق الجماهيريَّة ستبقى في الواجهة دائماً دون أنْ تجد منافسة فعليَّة من فرق المحافظات؟.. بيَّن المدرِّب، الذي مثل المنتخب الوطني العراقي في مونديال (1986) بالمكسيك ﻻعباً، أنَّ بعض فرق المحافظات أثبتتْ إمكانيتها وقدَّمتْ مستوياتٍ ﻻ بأس بها، كبداية مشوارٍ، على العكس من بعض الفرق الجماهيريَّة البغداديَّة خاصَّة، حتى أن عدداً من هذه الفرق أظهرتْ إمكانياتها بعد فترة تحضيراتٍ جيّدةٍ وأظهرت ما لديها بشكل تنافسي صحيح.
وواصل: دون أدنى شكّ فإنَّ فرق الكرمة ونفط ميسان والقاسم وزاخو جلبت الأنظار إليها وكسبتْ حبَّ وشغف المتابعين والجمهور على حد سواء، وكانتْ مؤهَّلة فعلاً لأن تكسب نقاطاً بعد نتائجها التي أكدتْ علوَّ كعبها.
نتائج الفرق الواعدة!
وذكر المدرِّب أنَّ فوز الكرمة على نفط البصرة في ملعبه بخمسة أهدافٍ نظيفة وفوز القاسم على أربيل برباعيَّةٍ دون مقابل وانتصار زاخو خارج ملعبه على الزوراء بثلاثة أهدافٍ لهدفين وكذلك نتائج فريق نفط ميسان كلها إثباتات ودلائل حقيقيَّة على أنَّ هناك فرقاً تعمل ولديها طموحات مشروعة وأهداف واضحة في نسخة دوري نجوم العراق للموسم الحالي.
وتابع أنَّ المؤهلات كلّها متوفرة مع هذه الفرق في ظلِّ الاستقرار الفنّي وجودة اللاعبين، كما أنَّ هذه الفرق سيكون لها شأن كبير وستكون رقماً صعباً في الدوري لاسيما أنَّ مبارياتها التي تُلعب في أرضها وأمام أنصارها ستُصعِّب من مهمَّة الفرق التي ستحضر فيها، لأنَّ المواجهات من هذا القبيل تعني النديَّة العالية والتنافسيَّة الكبيرة.
وأكد أنَّ هذه الفرق وغيرها أيضاً ستقول كلمتها الفصل في الدوري الذي أعتقد أنه سيكون بعد توالي المباريات والتعرف على مستويات الفرق والنتائج، تنافسياً أكثر.
وبشأن أداء اللاعبين المحترفين الذين يتوزعون بين فرق دوري نجوم العراق.. أكّد المدرِّب شاكر محمود أنَّ أغلب اللاعبين الأجانب لم نشاهدْ تأثيرهم الفعلي مع فرقهم بالدوري.
المحترفون وطريقة الاختيار
وأعرب المدرِّب شاكر محمود عن استغرابه من كيفيَّة استقطاب إدارات الأندية للاعبين لم تتمّ مشاهدتهم من قبل ملاكاتٍ فنيَّة تملك إلماماً في إمكانيات اللاعبين ومهاراتهم وتكنيكهم، بل أنَّ أغلب الأندية ليس لديها جهاز فني أو مدير رياضي يفترض بها أن تعرض اللاعب على فحوصاتٍ طبيَّة واختبارٍ بدني ليجتازه قبل إبرام التعاقد الرسمي معه.
وواصل أنَّ السماسرة والوسطاء وبعض الأشخاص المهتمين الذين يستقطبون المحترفين، هم بعيدون كلَّ البعد عن كرة القدم، غير أنَّ هناك عدداً ضئيلاً جداً كانوا ولا يزالون يشكّلون إضافة مهمَّة مع فرق أنديتهم ومنهم محمود المواس وأبو بكر وفهد اليوسف ومهاجمون آخرون يلعبون مع فرق زاخو ونوروز ودهوك وهذه الأسماء كانتْ لها بصمة فعليَّة في الموسم الماضي وحتى الآن.
مشكلة عزوف الجمهور!
وفي إجابته عن سؤالٍ بخصوص العزوف الجماهيري للمباريات بعد الجولات المنصرمة، أوضح محمود أنَّ من بين اأسباب التي دفعتْ لغياب الجماهير عن المدرّجات، هي ارتفاع أسعار التذاكر، لاسيما أنَّ أغلب الجماهير هم من الطلبة والكسبة والعمال بأجور يوميَّة، أضفْ إلى ذلك أنَّ النتائج التي تحققتْ لفرقهم ليستْ بمستوى الطموح.
وواصل: في الحقيقة أنَّ الجمهور هو ملح حقيقي للإثارة التي ننشدها في كرة القدم.. وغيابه مشكلة حقيقيَّة يفترض على الجميع العمل على إيجاد حلولٍ ومنافذ لإعادة الجماهير إلى مدرّجات ملاعبنا.
رسائــل مهمـــة!
واختتم: هنا لديّ رسالة للجماهير والمشجعين الحقيقيين.. عليكم أن تساندوا فرقكم بغضِّ النظر عن النتائج لأنَّ كرة القدم هي فوز وخسارة وهذه ثقافة الجمهور الواعي وتثقيف الجمهور هو دور يقع أولاً وأخيراً على عاتق الإعلام ودور إدارات الأندية.
وتمنّى المدرِّب أنْ تشهد الجوﻻت المقبلة مستوياتٍ أفضل وظهوراً للمواهب الواعدة مثلما نتمنى أنْ نشاهد حضوراً جماهيرياً لأنها كلها تصبّ بمصلحة منتخباتنا الوطنيَّة ورسالتي للاتحاد والأندية هي الاهتمام بالفئات العمريَّة ودعمها مادياً ومعنوياً لأنَّ المواهب الكرويَّة اختفتْ مثلما اختفتْ جودة اللاعبين المميّزين.