عبد الهادي مهودر
النخبة التي يكثر الحديث عنها ويعوّل عليها المجتمع في جميع الظروف، من هم قادتها واعضاؤها وما هو أثرهم، وكيف تسهم بإصلاح المجتمع وهل تسهم بإفساده ايضاً؟ يجري تداول هذا المصطلح كثيرا في المحيط السياسي والاجتماعي والديني وعند الأزمات على وجه الخصوص، وورد ذكر النخبة في آخر حديث للسيد السيستاني خلال لقائه المبعوث الأممي الجديد حين وجه رسالة إلى النخب الواعية، وهي قطعاً لا تعني كل المجتمع وإنما صفوته وخلاصته وكل من صفى رأيهم وتحرروا من قيود التعصب والانحياز بكل أشكاله وصوره (وقليلٌ ما هم) ، وفي أيامنا عادةً ما يجتمع عدة أشخاص بعناوين ثقافية وصحفية وسياسية تحت عنوان النخبة، وصار كل من يجلس مع النخب يرى نفسه منها وكل معروف في الوسط الذي ينشط فيه يعد نفسه من النخبة، حتى تم افراغ المصطلح من محتواه أسوة ببقية العناوين والمصطلحات التي أصبحت تطلق بالمجان ودون استحقاق، كالإعلامي والإعلامية والمحلل الستراتيجي والخبير الأمني المعروف، الذي لا يعرفه أحد، مثل كذبة يصدقها صاحبها، وتتجنب بعض من النخب إظهار انتماءاتها وعناوينها الحقيقية لغرض إيصال رسائلها بصوت المحايد، لإدراكها بأن العنوان الصريح واحتسابها على جهة ما يفقدها التأثير المطلوب، ولذلك أصبح عدد المستقلين أكثر من المنتمين حتى تشعر أن البلاد خلت من الأحزاب والقوى السياسية، وربما من هنا نشأت فكرة الأسماء المستعارة ثم تطورت إلى جيوش وذباب الكتروني يستهدف التسقيط وكل رأي محترم، ولذلك سيبقى الطريق أمام العراقيين طويلاً وخطيراً دون وجود نخب قائدة مؤثرة ومسؤولة وصادقة في سبيل تحقيق الأهداف الخمسة : "الاختيار على أساس الكفاءة والنزاهة في تسنّم مواقع المسؤولية، ومنع التدخلات الخارجية، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد".