بيروت: جبار عودة الخطاط
سجلت العمليات البرية للجيش الصهيوني في جنوب لبنان، تراجعا ملحوظا، مع استمرار طيرانه الحربي بشن غاراته العنيفة على مناطق لبنانية مختلفة، بينما أشارت القناة 12 العبرية، إلى أن تل أبيب تدرس إمكانية وقف إطلاق النار بالجبهة الشمالية لتجنب أي قرار من مجلس الأمن ضدها.
ويبدو أن الرئيس الأميركي جو بايدن، يعمل في ما تبقى من ولايته على تسليط المزيد من الضغوط على حكومة الحرب الصهيونية لتهدئة الوضع المشتعل في غزة ولبنان، ووفقًا للقناة 12 العبرية، فإن الإدارة الأميركية الحالية تمارس ضغوطا شديدة على تل أبيب لإنهاء القتال والتوصل لحل سلمي، بينما ذكرت القناة 13 العبرية أن "الجيش الصهيوني يقترب من إعلان انتهاء العملية البرية في لبنان"، وأضافت أن "التقديرات تشير إلى أن أكثر من 90 بالمئة من العمليات البرية للجيش في لبنان قد انتهت، وأن الجيش لن يعلن انتهاء العملية البرية في لبنان قبل التوصل إلى اتفاق سياسي".
بدورها أفادت هيئة البث الصهيونية، بأن "هناك تقدما حقيقيا في الاتصالات بخصوص الجبهة الشمالية"، وأشارت القناة 12 العبرية، إلى "أن تل أبيب تدرس إمكانية وقف إطلاق النار بالجبهة الشمالية لتجنب أي قرار من مجلس الأمن ضدها".
وفي خبر لافت، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبريّة، نقلًا عن مسؤولين أميركيّين، إلى أنّ "الرّئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب بعث برسالة إلى إدارة الرّئيس الحالي جو بايدن، يدعو فيها إلى إحراز تقدّم نحو تسوية أعمال العنف"، ولفتوا إلى "فرص التّسوية في لبنان تحت قيادة مبعوث بايدن آموس هوكشتاين - وبتشجيع من ترامب"، مشيرين إلى أنّ "هناك جهودًا كبيرةً تُبذل لترتيب صفقة أسرى صغيرة". في حين حذر خبير عسكري من "سعي الكيان الصهيوني إلى تجريف المناطق المحاذية للخط الأزرق مع لبنان بهدف تغيير معالم الأرض لخلق واقع ميداني جديد يمكنها الاستناد إليه لاحقا في أي تسوية حدودية مستقبلية".
وبخصوص ما يتم تداوله عن رحلة جديدة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين في لبنان لوضع الحل السلمي للحرب على السكة؛ أفادت المعلومات بأن هوكشتاين أبلغ جهات لبنانية برغبته في استئناف العمل على حل دبلوماسي قبل تسلم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مهامه في 20 كانون الثاني المقبل، وذكر هوكشتاين أن مفتاح ذلك الحل هو السعي لوقف إطلاق النار والبحث في سبل تنفيذ القرار 1701، بينما ذكر مصدر لبناني أنه "ما من جهد حقيقي ملموس لوقف نزيف الدم، وأن حراك هوكشتاين أو غيره يصطدم بتعنت رئيس حكومة الحرب الصهيونية نتنياهو الذي ما برح يضع العصي في دواليب الحل السلمي".
ميدانيًا، حيث ينحسر النشاط العسكري الصهيوني في جبهة جنوب لبنان جراء فشل أهدافه بفعل صمود المقاومة، واصل حزب الله عملياته النوعية في العمق الصّهيوني، إذ أعلن الحزب أمس الأحد، استهداف تجمّع لقوّات جيش العدو الصهيوني في مستوطنة هغوشريم؛ بصلية صاروخيّة، كما أعلن الحزب استهدافه تجمعا لقوات جيش العدو قرب بوابة حسن في محيط بلدة شعبا بصليةٍ صاروخية. بدوره واصل الطّيران الحربي الصهيوني غاراته العنيفة باستهدافه بلدة بافلية في قضاء صور، والمعلومات الأوّليّة تشير إلى وقوع إصابات، ونفّذ الطيران المعادي سلسلة غارات استهدفت بلدات سلعا، القليلة والوزاني، وزوطر الغربيّة والخيام وعين بعال، بالتّزامن مع قصف مدفعي إسرائيلي استهدف الخيام، حمى راشيا الفخار، الحنية، صديقين والقليلة. كما تعرّضت بلدات مجدل زون، طيرحرفا، الظهيرة، أطراف كونين ومدينة بنت جبيل، لقصف مدفعي صهيوني مباشر، بعد منتصف اللّيل وفجر أمس.