كتب رئيس التحرير :
لم يعدْ خافياً أنَّ وتائر الاستقرار السياسيّ وبسط الأمن والخطوات التي قامتْ بها الحكومة العراقيَّة على صعيد تنمية الاقتصاد وتقديم الخدمات وانتهاج سياساتٍ خارجيَّةٍ متوازنة قد عادتْ بشكلٍ إيجابيّ على صورة العراق لدى أشقائه العرب. ويستطيع المتتبّع تلمّس هذا التغيير في ما يُكتب ويُنشر هذه الأيام في وسائل التواصل العربيَّة.
غير أنَّ الصورة تتضح وتصل بتمامها حين تكون في زيارةٍ لبلدٍ عربيّ وتستمع إلى مقارناتٍ يعقدها المتابعون هناك عن صورتين للعراق قديمة وجديدة.
أما القديمة فتتعلّق بسنوات الاضطراب الأمني الذي كان السمة الأبرز لصورة العراق كما روَّجتْها وسائل إعلام، بعضها لم تكنْ منصفة أو محايدةً. لكنَّ صورةً جديدةً بدأتْ تتخلّق في أعين الأشقاء العرب مفادها عودة العراق إلى استحقاق اسمه وتاريخه المضيء، وقدرته على لعب الدور الذي ينتظره منه أشقاؤه.
خلال اليومين الماضيين شارك وفد شبكة الإعلام العراقي برئاسة السيّد مدير الشبكة الأستاذ عبد الكريم حمّادي في الاجتماع التنسيقي الأول الذي عُقد في تونس لغرض التهيئة لمؤتمر الإعلام العربي المزمع عقده في بغداد شهر نيسان (2025).
كان لافتاً للانتباه وداعياً للفخر أنَّ جميع من حضر الاجتماع من الوفود والإعلاميين واثقون من قدرة العراق على أنْ يكون حاضراً في مواعيد كبرى كهذه. لأنَّ أنباء قدرة العراق على تنظيم فعالياتٍ كبيرةٍ قد وصلتْ إليهم قبل وصول الوفد بكثير.
ومن يرى رغبة الإعلاميين العرب في الحضور لبغداد ورؤيتها في زمن نهوضها، سيعرف أنَّ صورة العراق الجديدة ترسَّختْ واحتلّتْ مكان الصورة القديمة المشوَّهة.