خالد جاسم
صناعة البطل وتحقيق الإنجاز العالي ليسا مسؤوليَّة اللجنة الأولمبيَّة وحدها وإنْ كانتْ هي نفسها المعنيَّة أكثر من غيرها في ذلك، لكنَّ بلوغ الإنجاز وقبل ذلك النجاح في تشييد قاعدة الأبطال في رياضتنا والذين تتوفر فيهم مواصفات تحقيق الإنجازات على المدى المنظور بل وحتى على المدى البعيد يجب أنْ تكون فيه مساهمة مباشرة وأساسيَّة من الأطراف الأخرى وبضمن ذلك الدولة نفسها كما أنَّ توفير المناخات والبيئة الضروريَّة في خلق وصناعة الأبطال لا يمكن أنْ تتحقق بغياب الملاعب والقاعات المتخصِّصة والأجهزة والمعدّات الحديثة مع ما يُضاف إليها من مدرِّبين على قدرٍ كبيرٍ من الخبرة والكفاءة الفنيَّة وإمكانيَّة رسم كلّ منهم وبالتعاون مع الاتحادات المسؤولة مفردات المناهج العلميَّة المتضمِّنة كلَّ تفاصيل الإعداد والاحتكاك والتنافس الصحيح والمنتج, واللافت أننا نمتلك أبطالاً واعدين هم في معظمهم من ذوي الأعمار الصغيرة والمصنفين في خانة الناشئين أو الشباب وهو مؤشر يعكس معطياتٍ إيجابيَّة عدَّةً منها أنَّ الأعمار الغضّة لهذه النخبة من مشاريع الأبطال تساعد تلك الاتحادات والمدرِّبين المشرفين عليهم مساحة كبيرة من العمل الفني والبدني والنفسي بشرط توافر مستلزمات التطوير الأساسيَّة لهم كما أنَّ صغر الأعمار يمنحنا مؤشّراً صريحاً على حضور شرط الموهبة التي تُعدّ ركناً أساسياً ومهماً في صناعة البطل الرياضي كما يعبر عن وقوف هذه النماذج الواعدة من الرياضيين على أساس قوي من التحضير الفني في مراحله الأوليَّة والذي نتجتْ عنه مستويات ونتائج كبيرة تعد بالمزيد والأفضل في ما لو توفرتْ وسائل الإعداد والتهيئة الناجعة لهؤلاء الأبطال الذين هم في عداد المنتمين لرياضات الإنجاز العالي, مثلما أنَّ الاستفادة من بروتوكولات التعاون مع الدول المتقدِّمة تبدو مهمَّة جداً على صعيد زجِّ هؤلاء الأبطال في معسكراتٍ تدريبيَّة وخوض تدريباتٍ ومنافساتٍ مشتركة مع أبطال تلك الدول وهي مسؤوليَّة كبيرة وكما سبق القول يجب ألّا تكون اللجنة الأولمبيَّة من تتحمَّل ثقلها بالكامل بل يجب مساهمة الجميع بمن في ذلك الإعلام الرياضي لأنَّ صناعة البطل وتحقيق الإنجاز الرياضي هو صناعة وطنيَّة تتطلب مجهودات دولة لأنَّ ثمار البطولة ليستْ أقلَّ من أيِّ منجزٍ أو نجاح في السياسة أو الفنّ أو الاقتصاد أو الدبلوماسيَّة وغيرها من النجاحات والإنجازات التي تتغنّى بها الأمم والشعوب المتحضّرة.