موقف الحقيقة

الأولى 2024/11/12
...

 كتب رئيس التحرير :


لا يمكن لأحدٍ أنْ ينجح في حلِّ معضلةٍ ما وهو يتغافل عن حقائق أساسيَّةٍ تحفّ بها وترسم صورتها. ولهذا السبب فإنَّ المأساة الفلسطينيَّة المستمرَّة منذ ما يقرب من ثمانين عاماً ظلّتْ على حالها ويحكمها مشهدٌ قوامه جرائم إبادة تُرتكب يقابلها عجز مطبق.

كان لافتاً في كلمة العراق أمس التي ألقاها رئيس الوزراء محمّد شياع السوداني في أعمال مؤتمر القمَّة العربيَّة والإسلاميَّة المشتركة المنعقدة في الرياض، أنّها تستعيد حقائق يتغافل عنها الجميع، وفي مقدِّمتها حقيقة أنَّ الصراع لم يكنْ وليد أحداث طوفان الأقصى، وأنَّ السابع من أكتوبر ليس بداية تاريخ هذا الظلم التاريخي الذي يتعرَّض له الفلسطينيون، بل هو مجرَّد نتيجةٍ لثمانين سنة من العسف والممارسات غير الإنسانيَّة التي هي السمة الأبرز للعقيدة التي ينتهجها الكيان العدواني.

ثاني الحقائق التي أبانتْ عنها كلمة رئيس الوزراء هي أنَّ "المجتمع الدوليَّ، بمنظماته الأمميَّة وقواه الكبرى، فشل بشكلٍ واسعٍ في وقف التصعيد ومنع الإبادة الجماعيَّة، والجريمة التي تتعرَّضُ لها غزّة ولبنان". 

وهي الحقيقة التي يُريد الجميع التستّر عليها أو التغافل عنها مع أنها أوضح من أنْ تخفى. 

فالعالم كلّه يقف عاجزاً معدوم القدرة "وربّما معدوم الرغبة" في إنقاذ شعوبٍ تصارع إباداتٍ جماعيَّة بأحدث وأفتك ما أنتجتْه مصانع الأسلحة في العالم.

هذه الحقائق التي حفل بها خطاب السيّد السوداني، تُضاف لها دعوته في كلمته أمس إلى إنشاء صندوقٍ لإعمار غزّة ولبنان، هي علامات على أهميَّة الموقف العراقيّ من الأزمة والذي بات مثار فخرٍ للجميع وخصوصاً للشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني.