امرأة لمناصب قيادية !!

اسرة ومجتمع 2019/06/28
...

عالية طالب
كلما تذكرت اسم “ولادة بنت المستكفي” اشعر بالزهو ، هذه المرأة الاديبة الشاعرة الواعية التي خطت على طرف ثوبها:
أنا والله أصلح للمعالي … وأمشي مشيتي وأتيه تيها.
صاحبة اول منتدى ادبي سبق اوروبا باكثر من 600 عام قبل ان يعرفوا معنى التجمعات الادبية .. ومعها استذكر “شجرة الدر” التي ادارت حكم مصر لاشهر عديدة قبل ان تعلن وفاة زوجها الملك “ نجم الدين الايوبي” خوفا على جيش مدينتها من التشتت وهو يقود حربا ضد ملوك الطوائف .وافخر دوما باسم “زنوبيا” التي حكمت تدمر في منتصف القرن الثالث باسم ابنها “وهب اللاة” بعد وفاة أبيه ، هذه الملكة كانت تجيد الآرامية اليونانية واللاتينية وتتقن  العربية ،اهتمت بالفلاسفة ودرست الفلسفة اليونانية وقربت المفكرين منها اضافة الى ولعها بالفروسية والصيد وقد قادت معارك وحروبا ضد الرومان، وهي صاحبة المقولة الشهيرة: (يجب أن تعرف روما كيف تميز بين قوة الحضارة وحضارة القوة).
كم من النساء لدينا حملوا مسؤولية القيادة ؟ وكم من النساء عبر التاريخ العربي المعاصر والقديم  اثبتن انهن مؤهلات تماما للقيادة في مختلف المراكز والظروف والمجتمعات التي تواجدن فيها؟.
اين هي القائدة الان في عراق التحولات  السياسية والحكومية والمجتمعية والديمقراطية؟!!  هل لدينا امرأة تولت مسؤولية محافظة عراقية؟ وهل لدينا امرأة ترأست البنك المركزي ؟ وهل لدينا امرأة تولت نقابة الصحفيين واتحاد الادباء والفنانين والتشكيليين والنقابات المهنية والعمالية والصناعية ، وهل لدينا نساء رشحتها العملية الحزبية والسياسية لرئاسة الجمهورية والوزراء والبرلمان ؟؟؟ وهل لدينا مرشحة لهيأة الاتصالات ومحافظة بغداد والتعداد يطول ليشمل كل مفاصل العمل  الوزاري والمؤسساتي..
اين هي المرأة العراقية ؟ هل يعقل انها غير متمكنة من شغل هذه المناصب، ومن الذي قرر هذا الامر ونادى به وتبناه وعمل عليه وتصدى لمحاولات البعض من النساء الولوج في تلك المناطق المحصورة بالرجل دونا عنها.
المرأة العراقية التي ساهمت في كل  الملفات الشائكة في مجتمعها بقيت  في منطقة الدرجة الثانية باردات ذكورية ومجتمعية بحتة لم تسهم في تذليل صعوبات وتعقيدات ما تواجهه ، بل انها اصلا كانت لها مشاركة واضحة في وضع العصا في دولاب حركتها اينما تواجدت.
اثبتت دراسة أميركية أن وجود النساء في مناصب قيادية انخفض بنسبة 12 في المئة في 500 من أقوى الشركات بالولايات المتحدة في العامين المنصرمين، وكشفت دراسة  اشرف عليها البروفيسور أيفند أل مارتنسين رئيس قسم السلوك القيادي والتنظيمي في الجامعة النرويجية لإدارة الأعمال ان المرأة تتفوق على الرجل في القيادة المنظمة للاعمال ، من حيث روح المبادرة، والقدرة على التواصل بشكل واضح، والانفتاح والقدرة على الابتكار، والمهارات الاجتماعية وتقديم الدعم، والإدارة المنهجية وتحديد الأهداف.
وها نحن نبحث عن اكمال الكابينة الوزارية والدرجات الخاصة والمرأة أمامنا فهل تذكرها من يبحث عن الافضل !!!.