زيد الحلي
أعجب كثيراً ، حينأ ما تعرضه بعض الفضائيات ؛ من قضايا اجتماعية ، كانت إلى وقت قصير من الزمن ، من المحرَّمات .. شابّات وشباب على قدر من الثقافة ، والعيش الرغيد ، يتركون أمهاتهم فريسة العوز والفاقة ، وبعضهم يحملوهن إلى دور العجزة ، في مناظر مؤلمة ، ناسين أن الأم سرّ الحياة ، ومقعد الألفة ، ومطلع قصيدة الدنيا ، ومصدر الهناء، ومشرق السعادة.
كلنا نحب أمهاتنا ، عدا البعض ممن أشرت إليهم ، وهم بتكاثر مع الأسف ، ولا أظن أن أحداً يمتلك ذرَّة من ضمير حي ، إلاّ وكانت والدته ، صورة لبهائه ، وأنا أعرض هذه الحالة التي اتسع مداها ، أطالب الجهات المختصة في وزارتي العمل والشؤون الاجتماعية والداخلية بتشكيل لجنة مشتركة تتمتع بصلاحيات واسعة ، لمتابعة الأسر التي ( تقذف ) بالأمهات إلى الشوارع ودور الإيواء ، والبحث عن مسبِّبات هذا الجحود ، واتخاذ إجراءات رادعة بحقهم ، فالأم هي قلب الحياة الأبيض الذي لا تغيّر لونه الأيام ؛ والأُم موجودة في كل حقل من حقول الحياة ، وفي كل بستان كبير من بساتين المحبة والحنان .. ولينظر من جحد بوالديه قوله تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذلِّ من الرحمة وقل رب ارحمهما
كما ربياني صغيرا).