خالد جاسم
ملاحظاتٌ مؤلمة تكاد تُشكّل صورةً سوداويَّة عن مستوى منتخبنا الوطني بعد التعادل المرير أمام المنتخب الأردني في مواجهة جذع النخلة يوم الخميس الماضي , والمشكلة أنَّ تلك الملاحظات التي ترتكز على واقعٍ فني مريرٍ تُشكّل امتداداً أكثر مرارة لمحطاتٍ سابقةٍ في مسيرة هذا المنتخب, وفي الخلاصة أنها أضحتْ مشكلاتٍ مزمنة تصاحب مشاركاتنا ومبارياتنا الوديَّة منها والرسميَّة، إذ تجدَّدتْ أمام الأردن صور البؤس الفني الصريح على مستوى التكتيك الفني المسؤول عنه المدرِّب وملاكه الفني وعلى مستوى الأداء الفردي للاعبين, فكان فريقنا بلا ملامح أساسيَّة تصلح أنْ تكون هويَّة حقيقيَّة لمنتخب العراق الوطني الذي كان حتى أشهرٍ معدوداتٍ وإنْ كان بتشكيلةٍ مغايرةٍ مصدر فخرٍ واعتزازٍ للكرة العراقيَّة بعد تمثيله الجيِّد في نهائيات آسيا. ومن تابع أداء لاعبينا في مباراة الأردن الأخيرة خرج بانطباعٍ مؤكّدٍ عنوانه الضياع, فلا جملٌ تكتيكيَّة تعكس معالجات المدرِّب ولا أداءٌ فرديّ يُجسِّد المهارات الفرديَّة للاعبين يُفترض أنّهم من النخبة في الكرة العراقيَّة, إذ كان خط الدفاع كالعادة المزمنة مهلهلاً والعمق في هذا الخط هو خطيئة تُجدِّد نفسها وحضورها بامتيازٍ ولم ينجحْ أيّ مدرِّبٍ في القضاء عليها حتى الآن في حين غابت الفاعليَّة عن خطي الوسط والهجوم للاعبينا في هذه المباراة الدراماتيكيَّة. ما أشرتُ إليه في أعلاه نتمنّى أنْ يكون محط مراجعةٍ موضوعيَّةٍ من اتحاد الكرة والملاك التدريبي, إذا كانت أسرته جادّةً وحريصة على انتهاج البناء الصحيح للمنتخبات الوطنيَّة, لأنني مدركٌ تماماً أنَّ ما حدث مع المنتخب الوطني قد حدث سابقاً مع بقيَّة المنتخبات الوطنيَّة ومنها منتخبا الناشئين والشباب وسوف يحدث غداً مع المنتخب الأولمبي, ومن دون خلق مقارباتٍ واقعيَّةٍ ووضع خطط عملٍ رصينةٍ وعلميَّةٍ تضع هذه المنتخبات في قلب اهتمامات الاتحاد المعني, سوف نجد أنفسنا بعد سنواتٍ قليلةٍ ربّما لن تتعدَّى السنتَيْنِ في أزمة بحثٍ حقيقيَّةٍ عن لاعبين مؤهّلين تماماً لتمثيل تلك المنتخبات ومنها المنتخب الوطني الذي دفع بلاعبيه وملاكه التدريبي فاتورةً باهظة نتيجة التخبّط والارتجال وانعدام التخطيط العلمي الصحيح الذي ضرب كامل منظومتنا الكرويَّة المتهالكة وعلينا توقع المزيد من الإخفاقات والنكبات لأنَّ العالم يُسارع الزمن ويختزل الكثير من أجل التطور ونحن لا نزال نحثّ الخطى نحو المزيد من التدهور مع أننا نبقى في خندق الدعم والإسناد المعنوي الكامل لمنتخبنا وهو في أفضل فرصةٍ لم نشهدْ مثلها منذ سنواتٍ طويلةٍ في إمكانيَّة التأهّل إلى المونديال ولتكن مواجهة اليوم أمام المنتخب العماني مواجهة مصيرٍ حقيقيَّة من أجل المضي بثقةٍ وقوّةٍ أعظم في درب التصفيات.