الرئيس الصيني يدعو إلى عولمة اقتصادية شاملة تحقق المنفعة للجميع

قضايا عربية ودولية 2024/11/19
...

ريو دي جانيرو : شينخوا

دعا قادة مجموعة الـ20 إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة التحديات والأزمات الجيوسياسية والاجتماعية-الاقتصادية والمناخية والبيئية الكبرى، وفقا لإعلان ريو دي جانيرو لقادة
مجموعة الـ20 الذي صدر اليوم الثلاثاء.
ودعا الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الاثنين إلى نظام حوكمة عالمي عادل ومنصف في كلمته أمام الجلسة الثانية للقمة الـ19 لمجموعة الـ20 بشأن إصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية.
ولدى إشارته إلى مرور 16 عاما على إطلاق قمة مجموعة الـ20، قال شي إنه انطلاقا من نقطة بداية جديدة، تحتاج مجموعة الـ20 إلى البناء على إنجازاتها السابقة ومواصلة العمل كقوة لتحسين الحوكمة العالمية ودفع التاريخ إلى الأمام.
وذكر شي أنه من المهم أن نضع في اعتبارنا أن البشرية تعيش في مجتمع ذي مستقبل مشترك، لافتا إلى أنه يتعين على أعضاء مجموعة الـ20 أن ينظروا إلى تنمية بعضهم البعض على أنها فرص وليست تحديات، وأن ينظروا إلى بعضهم البعض كشركاء وليسوا منافسين.
وقال إنه من المهم أيضا مراعاة المعايير الأساسية للعلاقات الدولية التي تدعمها مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والدفاع عن النظام الدولي القائم على القانون الدولي.
وأضاف أنه يمكن بناء توافق دولي أكبر لتعزيز عالم متعدد الأقطاب متساو ومنظم وعولمة اقتصادية شاملة ومفيدة عالميا.
وقدم الرئيس الصيني اقتراحا من خمس نقاط لتحسين الحوكمة العالمية:
أولا، تحتاج مجموعة الـ20 إلى تحسين الحوكمة الاقتصادية العالمية وبناء اقتصاد عالمي يتسم بالتعاون. ينبغي أن تظل مجموعة الـ20 ملتزمة بتعزيز الشراكات الاقتصادية العالمية، ودعم تنسيق السياسات الكلية، وتنمية قوى إنتاجية نوعية جديدة، وخلق ثقل لتنسيق السياسات الكلية، وتمكين بيئة مفتوحة وشاملة وغير تمييزية للتعاون الاقتصادي الدولي.
ومن المهم أيضا تهيئة بيئة أعمال نظيفة من خلال التمسك بموقف عدم التسامح إطلاقا إزاء الفساد وزيادة التعاون الدولي بشأن إعادة الهاربين إلى أوطانهم واسترداد الأصول.
ثانيا، تحتاج مجموعة الـ20 إلى تحسين الحوكمة المالية العالمية وبناء اقتصاد عالمي يتسم بالاستقرار. وينبغي زيادة صوت البلدان النامية وتمثيلها، ويلزم بذل جهود مشتركة للحفاظ على استقرار السوق المالية الدولية ومنع التداعيات السلبية غير المباشرة لتعديلات السياسة النقدية المحلية. وينبغي على البلدان المتقدمة أن تفي بمسؤولياتها في هذا الصدد.
ومن المهم تحسين نظم رصد المخاطر المالية والإنذار المبكر والتعامل معها، وتعزيز شبكة الأمان المالي العالمية لتلبية احتياجات التمويل الأخضر للبلدان النامية على نحو أفضل.
ثالثا، تحتاج مجموعة الـ20 إلى تحسين حوكمة التجارة العالمية وبناء اقتصاد عالمي يتسم بالانفتاح. يجب على مجموعة الـ20 المضي قدما في تعزيز إصلاح منظمة التجارة العالمية، ومعارضة الحمائية، وتجنب تسييس القضايا الاقتصادية، وتجنب تفتيت السوق العالمية، وتجنب اتخاذ خطوات حمائية باسم التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون.
ويجب على المجموعة أن تعمل معا لبناء شراكات صناعية وسلاسل إمداد تكون أكثر مساواة وشمولية وإيجابية.
رابعا، تحتاج مجموعة الـ20 إلى تحسين الحوكمة الرقمية العالمية وبناء اقتصاد عالمي يتسم بالابتكار. من المهم قيادة التحول الرقمي، والتكامل العميق للاقتصاد الرقمي والاقتصاد الحقيقي، ووضع القواعد في المجالات الناشئة.
وينبغي تعزيز الحوكمة والتعاون الدوليين في مجال الذكاء الاصطناعي للتأكد من أن استخدامه من أجل الخير ولمصلحة الجميع. وستعقد الصين مؤتمرا عالميا آخر للذكاء الاصطناعي في عام 2025 وترحب بمشاركة أعضاء مجموعة الـ20.
خامسا، تحتاج مجموعة الـ20 إلى تحسين الحوكمة الإيكولوجية العالمية وبناء اقتصاد عالمي صديق للبيئة. من المهم احترام مبدأ المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة والتنفيذ الكامل والفعال لاتفاق باريس وإطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي.
ينبغي على البلدان المتقدمة أن تقوم بتزويد البلدان النامية بما يلزم من تمويل وتكنولوجيا ودعم لبناء القدرات. ويجب أن يكون هناك دعم مشترك لمؤتمرات الأمم المتحدة الحالية والمقبلة بشأن تغير المناخ والتصحر لتحقيق نتائج إيجابية.
ومن المهم اتباع نهج "تأسيس الجديد قبل إلغاء القديم"، واستبدال الطاقة التقليدية بالطاقة النظيفة بطريقة مستقرة ومنظمة جيدا، مع تسريع التحول الأخضر والمنخفض الكربون للاقتصاد العالمي.
والصين مستعدة لمواصلة تعميق التعاون الدولي مع جميع الأطراف بشأن البنية التحتية الخضراء والطاقة الخضراء والتعدين الأخضر والنقل الأخضر، وستقدم الدعم للدول النامية قدر استطاعتها.
وأشار شي إلى أن حوكمة الأمن العالمي جزء لا يتجزأ من الحوكمة العالمية، مضيفا أنه يتعين على مجموعة الـ20 دعم الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها في لعب دور أكبر، ودعم جميع الجهود التي تفضي إلى التسوية السلمية للأزمات.
وقال إنه من الأهمية بمكان السعي إلى تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية والعمل على وقف القتال وإنهاء الصراع في غزة في أقرب وقت، وتقديم الدعم لتخفيف الأزمة الإنسانية في المنطقة وإعادة الإعمار بعد الحرب.
وأضاف شي أنه من الأهمية بمكان استعادة الحقوق الوطنية المشروعة لفلسطين.
ولفت إلى أن مجموعة الـ20 بحاجة إلى أن تظل ملتزمة بمهمتها التأسيسية وأن تصنع انطلاقة جديدة من ريو دي جانيرو، وأن تمضي قدما في الشراكة، وأن تمارس التعددية الحقيقية، وأن تستهل مستقبلا أفضل من التنمية والرخاء المشتركين.
وترأس الاجتماع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
وتم اعتماد إعلان ريو دي جانيرو لقادة مجموعة العشرين في القمة.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ، قد دعا لدى وصوله إلى ريو دي جانيرو لحضور النسخة الـ19 من قمة مجموعة الـ20، عن استعداده للعمل مع جميع الأطراف لتحقيق عالم متعدد الأقطاب قائم على المساواة والنظام، وعولمة اقتصادية شاملة تحقق المنفعة للجميع.
وفي بيان مكتوب، أعرب شي عن أمله في أن تؤدي مجموعة الـ20 دورا أكبر كونها منصة مهمة للتعاون الاقتصادي الدولي.
وتعد قمة قادة مجموعة الـ20 للعام الجاري، التي تختتم اليوم، أول اجتماع من نوعه منذ انضمام الاتحاد الإفريقي إلى المجموعة كعضو كامل العضوية، وهو حدث تاريخي يعزز صوت الجنوب العالمي.
وأعرب خافيير ميراندا، الرئيس السابق لحزب الجبهة العريضة في أوروغواي، عن أمله في أن تشكل هذه القمة خطوة كبيرة نحو بناء عالم متعدد الأقطاب - عالم يعزز الحوار.
وفي تصريحات إلى وكالة أنباء ((شينخوا))، قال ميراندا إنه في عالم يعاني الحروب والصراعات، يعد الالتزام بالحوار أحد أهداف هذا الاجتماع لمجموعة الـ20.
وبعد توليها الرئاسة الدورية لمجموعة الـ20، حددت البرازيل موضوع القمة على أنه "بناء عالم عادل وكوكب مستدام". ومن بين الأولويات الرئيسية التي حددتها الحكومة البرازيلية مكافحة الجوع والفقر وعدم المساواة، وتعزيز التنمية المستدامة، ودفع الإصلاحات في الحوكمة العالمية.
وقال شي، في مقال موقع نُشر في صحيفة ((فولها دي ساو باولو)) البرازيلية يوم الأحد: "إن بناء عالم عادل يتطلب من مجموعة الـ20 الالتزام بمبادئ الاحترام المتبادل، والتعاون على قدم المساواة، والمنفعة المتبادلة، فضلا عن دعم دول الجنوب العالمي في تحقيق تنمية أكبر".
وأضاف قائلا: "إن بناء كوكب مستدام يتطلب من مجموعة الـ20 تعزيز الإنتاج المستدام وأنماط الحياة المستدامة كوسيلة لتحقيق الانسجام بين الإنسان والطبيعة".
وتعهد الرئيس الصيني أيضاً بالدعم النشط من جانب الصين لمبادرة "التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر" التي اقترحها الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
وقال رودريغو كاسترو، نائب سكرتير الفعاليات الكبرى وأعمال الترويج في حكومة ولاية ريو دي جانيرو: "بينما نجتمع في مجموعة الـ20 لمناقشة قضايا عالمية حاسمة مثل الحوكمة والجوع والاستدامة والبيئة، ندرك الدور بالغ الأهمية لشراكتنا مع الصين".
وأضاف كاسترو أن العديد من الحلول لمواجهة التحديات التي تواجه الدول النامية، تنبع من الأفكار والممارسات التي نفذتها الصين بالفعل.
وتابع: "بالنسبة لنا نحن البرازيليين الذين نستضيف مجموعة الـ20 ... نشعر بفخر كبير باستقبال الرئيس الصيني والوفد الصيني بأكمله".
وبالإضافة إلى حضوره قمة مجموعة الـ20، سيقوم شي أيضا بزيارة دولة إلى البرازيل، حيث يوافق العام الجاري الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وخلال الزيارة، سيجري شي تبادلا معمقا للآراء مع الرئيس البرازيلي بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية محل الاهتمام المشترك.
وتعتبر البرازيل المحطة الثانية من جولة شي التي تشمل بلدين، والتي كانت بيرو محطتها الأولى. وفي ليما، التزم شي بجدول أعمال مزدحم، حيث حضر الاجتماع الـ31 للقادة الاقتصاديين للأبيك، وقام بزيارة دولة إلى بيرو، وعقد سلسلة من الاجتماعات الثنائية، التي كان من بينها لقاء نظيره الأمريكي جو بايدن، على هامش اجتماع الأبيك.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد قال: إنه يتطلع إلى إجراء تبادلات معمقة لوجهات النظر مع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بشأن مواصلة تعزيز العلاقات الصينية-البرازيلية، وتدعيم التضافر بين إستراتيجيات التنمية لدى البلدين، والقضايا الدولية والإقليمية محل الاهتمام المشترك.
ولدى إشارته إلى أنه زار البرازيل أربع مرات وشهد ما حققته البلاد من تنمية وتغيرات على مدى الـ30 عاما الماضية، أعرب عن شعوره بالقرب العميق من البرازيل عندما وطأت قدماه مجددا هذه الأرض ذات العاطفة الجيّاشة.
وقال إن الصين والبرازيل صديقتان متشابهتان في التفكير ولديهما نفس التطلعات وشريكتان جيدتان تمضيان قدما جنبا إلى جنب.
وأشار إلى أنه على الرغم من المحيطات التي تفصل بينهما، إلا أن الصين والبرازيل، وهما دولتان ناميتان رئيسيتان في نصفي الكرة الأرضية الشرقي والغربي على التوالي، تنجذبان إلى بعضهما البعض وتتناغمان عن بُعد.
وذكر شي أنه في السنوات الأخيرة، واصلت الدولتان تعميق الثقة السياسية المتبادلة، وسجلتا نتائج مثمرة في التعاون العملي، وحققتا تعاونا شعبيا وثقافيا مزدهرا، وأظهرتا حيوية جديدة للعصر على صعيد الصداقة التقليدية.
وأضاف شي أن الصين والبرازيل أعربتا أيضا معا عن الصوت العادل للجنوب العالمي على الساحة الدولية، وقدمتا مساهمات هامة لتعزيز السلام والتنمية في العالم.
وقال إنه بينما تحتفل الصين والبرازيل بالذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما هذا العام، فإن العلاقات بين البلدين تقف عند منعطف تاريخي هام للبناء على الإنجازات السابقة والمضي قدما.
وذكر شي أنه على ثقة بأن هذه الزيارة ستعزز الثقة الإستراتيجية المتبادلة بين البلدين، وتعمق التبادلات والتعاون في مختلف المجالات، وتبشر بـ"50 عاما ذهبية" جديدة للعلاقات الصينية-البرازيلية.
وأعرب شي عن تطلعه إلى حضور القمة الـ19 لقادة مجموعة العشرين، وقال إنه مستعد للعمل مع جميع الأطراف لمناقشة الخطط والسعي إلى التنمية، والدعوة بشكل مشترك إلى عالم متعدد الأقطاب متساوٍ ومنظم وعولمة اقتصادية شاملة ومفيدة عالميا، ودعم مجموعة العشرين لكي تواصل الاضطلاع بدور أكبر كمنصة هامة للتعاون الاقتصادي الدولي.