كتب رئيس التحرير:
لم يعدْ خافياً أنَّ رئيس حكومة الكيان الصهيونيّ ومعه طاقم حكمه كانوا في كلِّ الجرائم التي ارتكبوها في غزّة ولبنان وإيران وسوريا، مدفوعين برغباتٍ ثلاث: الأولى تحقيق انتصارٍ يرمّم صورة كيانهم التي اهتزّتْ بعد طوفان الأقصى. والثانية إنقاذ رأس نتنياهو شخصياً فهو مطلوبٌ قضائياً بتهم فسادٍ داخلياً، واليوم أصبح مطلوباً بتهم إبادةٍ جماعيَّةٍ خارجياً. الرغبة الثالثة هي الأخطر وهي المحرّك الأساس لكلِّ جرائم هذا الكيان الوحشي، وتتمثل في سعي هذا الكيان الحثيث لمنع أيِّ محاولةٍ لإيقاف جرائمه أو في الأقلّ للتوصّل إلى هدنةٍ أو في أقلّ القليل لبدء مفاوضاتٍ حقيقيَّةٍ جادّة.
دليل ذلك أنَّ جريمة اغتيال إسماعيل هنيَّة في طهران حدثتْ عشيّة بدء مفاوضاتٍ مع الحركة التي يتزعّمها، واغتيال السيّد الهمام حسن نصر الله حدث يوم وافق حزبه على استقبال وفود التفاوض، واغتيال خَلَفه السيّد صفي الدين جاء بعد يومٍ واحدٍ من تفويضه رئيس مجلس النواب اللبناني في الشروع بمفاوضات إيقاف القتال.
من هذه الزاوية، من زاوية رغبة الكيان في التصدّي لكلِّ خطابٍ يدعو إلى السلام يمكن قراءة التهديدات التي وجَّهها أركان هذا الكيان إلى العراق والتلويحات التي قاموا بها والتي تشي بتوجيه ضربةٍ إلى الداخل العراقي. فبالنظر إلى سلسلة الجرائم تلك وتوقيتها يمكن الجزم بأنَّ دافع التهديدات الموجَّهة للعراق سببها الأرأس هو الدور الذي لعبه العراق خلال السنة الماضية عربياً وإقليمياً ودولياً في سعيه الحثيث لإيقاف مسيل الدم، وهو أمرٌ لا يروق لمجرم الحرب في تلّ أبيب.