علي الباوي
مع انطلاق منافسات مرحلة الإياب من التصفيات المؤهِّلة لكأس العالم بات المشهد أشدَّ صفاءً والآمال أكثر إشراقاً في حصول منتخبنا الوطني لكرة القدم على إحدى البطاقات المباشرة نحو المشاركة في مونديال العالم (2026).
فوزنا على منتخب عُمان في أرضه وتعادل الأردن مع الكويت ومفاجأة فلسطين أمام كوريا الجنوبيَّة، أوجدتْ فارقاً تصاعدياً لمنتخبنا الذي جذب الأنظار مجدَّداً بصفته المتأهِّل العربيَّ الأكثر حظاً في هذه التصفيات.
إنَّ التشكيلة التي لعب بها المدير الفني لمنتخبنا الإسباني خيسوس كاساس كانتْ مثاليَّة من وجهة نظر الجمهور والمراقبين وقد أثمرتْ خطف ثلاث نقاطٍ هي الأهمّ في مشوارنا التنافسي.
لسنا هنا بصدد مناقشة أداء المنتخب في الموقعة الأخيرة، ولكن من المهمِّ القول إنَّ تعامل المدرِّب مع ظروف المباراة كان موضوعياً ليُسفر في النهاية عن فوزٍ مستحق لاسيما أنَّ هدف يوسف الأمين الوحيد جاء تكتيكياً وبجملةٍ واحدةٍ أشّرت الكفاءة العالية للاعبين المحترفين وهذا يدفعنا إلى استثمارهم بشكلٍ أفضل وتطوير قابلياتهم لأنهم الصورة المثلى لمنتخبنا في قادم الأيّام.
هذه التصفيات حسّاسة جدّاً خاصَّة أنَّ المنتخبات العربيَّة تعيش عصرها الذهبيَّ ومديات المنافسة واسعة ومحتدمة وتتطلب حساباتٍ دقيقة لكسب الجولات بغضِّ النظر عن الأداء وتذبذبه، فالمهمّ في هذه المرحلة حسن التعامل والذكاء الميداني وانضباط اللاعبين على الساحة الخضراء.
منتخبنا الآن يتقدَّم في انعطافةٍ مهمةٍ وكلّما سرنا بثقةٍ وأحرزنا النقاط الثلاث فإننا سنقترب أكثر من تحقيق حلم الصعود إلى كأس العالم. نحن الآن بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى التماسك ودعم المنتخب وإدامته لتحقيق المزيد من الانتصارات وهذا يتطلب أيضاً شحن أبطالنا الشباب بالكثير من التشجيع البنّاء كما أنَّ على الجمهور العراقي الذي سيكون حاضراً بقوّةٍ في مباراتين على أرضنا تحمّل مسؤوليَّة الظهور بشكلٍ مؤثرً وحضاري فهو الأساس في تحقيق هدف التواجد في المونديال المقبل.