احتدام المواجهات العنيفة في «الخيام» و «البياضة»

قضايا عربية ودولية 2024/11/25
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 


احتدمت المواجهات بين مقاتلي حزب الله وقوات الكيان الصهيوني التي تحاول التقدم والالتفاف في القاطعين الشرقي والغربي في جنوب لبنان في بلدتي الخيام والبياضة، على وقع قصف مدفعي وجوي معاد، بدورها استهدفت المقاومة، قوات العدو بصليات صاروخية مكثّفة وبأسراب المُسيّرات الانقضاضية، في وقت انهمر فيه أكثر من 100 صاروخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل والعمق الصهيوني، بينما أكّد وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى، أن "الورقة التفاوضية التي حملها هوكشتاين تضمّنت بنودًا مفخّخة".

وبرغم تحشيد العدو لخمس فرق على خط الجنوب، إلا أنه لم يستطع سوى تحقيق تقدم محدود، ولم يفلح في إحكام قبضته على الخيام وعلى مرتفع البياضة حتى ساعة كتابة التقرير، وهو جيب ممتلئ بالوديان والأحراش، إذ تُجابه فيه محاولات الجيش الصهيوني للتقدم بمقاومة عنيفة من قبل حزب الله الذي يعتمد أسلوب الدفاع المرن والمتحرك في ضوء مستجدات الميدان، وأعلن الجيش الصهيوني مقتل وإصابة 16 جنديا بينهم حالات حرجة، خلال 24 ساعة، في معارك جنوبي لبنان. كما أعلن مستشفى رامبام في حيفا، استقباله عدة جنود أصيبوا في المواجهات المحتدمة في جنوب لبنان، فضلا عن إعطاب عدة دبابات "ميركافا".

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن أنّ "حزب الله أطلق منذ صّباح أمس الأحد 100 صاروخ، واستهدف بشكل مكثّف مستوطنة المطلة، ما تسبّب بأضرار جسيمة في البلدة"، بينما أشارت القناة 13 العبرية، إلى "دوي انفجارات في وسط مناطق الكيان، بعد رصد صواريخ أُطلقت من لبنان"، وأفادت وسائل إعلام عبرية، بأنّ "مسيّرتَين في الأقل أُطلقتا من لبنان، تسلّلتا إلى الجليلَين الغربي والأعلى"، بينما أشارت سلطة الإطفاء والإنقاذ الصهيونية، إلى "إصابة مباشرة لمصنع في منطقة معالوت في الجليل الغربي"، ولفتت القناة 12 العبرية، إلى "سقوط صاروخ أُطلق من لبنان في مدينة هرتسليا شمال تل أبيب". بدوره، أعلن حزب الله في بيانات منفصلة، استهداف تجمّع لقوّات جيش العدو الصهيوني في موقع المطلة؛ بصليةٍ صاروخيّة، واستهدافه تجمعًا لقوّات جيش العدو عند مثلّث دير ميماس - كفركلا، للمرّة الخامسة، بقذائف المدفعيّة، كما استهدف مستوطنات (كفار بلوم ومعالوت ترشيحا وحتسور هاجليليت)، بصليات صاروخيّة.

في الأثناء أوضح المتحدث باسم وزير الحرب الصهيوني، أنه رحب في مكالمته مع نظيره الأميركي، "بالجهود الأميركية لتسهيل التهدئة في لبنان، وأكد التزام تل أبيب باستعادة الأمن، ما من شأنه تمكين سكان الشمال من العودة إلى منازلهم بأمان". 

في المقابل، أكّد وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى، أن "الورقة التفاوضية التي حملها هوكشتاين تضمّنت بنودًا مفخّخة. ولبنان الحريص على مصالحه الوطنية محّصها بدقة وأعاد صياغتها بما يتناسب ومصلحته وحفظ سيادته"، وأضاف أن "لبنان أعلن ثوابته التي لن يحيد عنها، وهي وقف فوري لإطلاق النار وتطبيق كامل للقرار الدولي 1701 من الطرفين معاً، وهذا ما أعلنه الرئيس نبيه بري والحكومة وبقية القوى السياسية". وتابع في تصريح صحفي أمس الأحد، أنه "انطلاقاً من المصلحة الوطنية فإن لبنان مستمر في إبداء تجاوبه حتى على مستوى التدقيق في التفاصيل المتعلقة بمصطلحات حمّالة أوجه قطعاً لأي نزاع مستقبلي"، مضيفًا أن "الرئيس بري شخصية سياسية استثنائية واعية رشيدة وثابتة على احترام الثوابت الوطنية، ومنفتحة في الآن ذاته على التجاوب مع المسعى الدولي. فإذا قدر الله ولم يُقيّض لهذا المسعى أن ينجح فعند ذلك لن تقع المسؤولية المعنوية وغير المعنوية على لبنان، بل على الطرف المعرقل، وهو الطرف الصهيوني الذي حتى الآن لم يوافق رغم كل التجاوب من قِبلنا". 

إلى ذلك، شن الطيران الصهيوني غارات على: شوكين وميفدون، ومجرى نهر الليطاني في المنطقة بين زوطر وديرسريان، وأطراف بلدة كفرصير، وعين قانا في منطقة إقليم التفاح، ومنطقة شمسطار في البقاع .